شدد راعي أبرشية فرنسا للموارنة والزائر الرسولي على أوروبا، المطران مارون ناصر الجميل على "الوحدة داخل الكنيسة المارونية ضمن التنوع".
وكان المطران الجميل قد قام بأول زيارة راعوية له إلى بريطانيا، تفقد خلالها الموارنة هناك الذين يقدر عددهم بستة آلاف. واحتفل بتكريس أول أخوية للحبل بها بلا دنس هناك، وترأس احتفال المناولة الأولى لـ23 ولدا من أبناء رعية سيدة لبنان في لندن التي تشرف عليها الرهبنة اللبنانية- المارونية. وقام بلفتة خاصة حيال القبارصة الموارنة في العاصمة البريطانية.
دامت الزيارة التي رافقه فيها أمين سر الأبرشية الخوري ريمون باسيل 10 أيام، وترأس العشاء الراعوي السنوي في فندق "هيلتون" الذي شارك فيه حوالي 250 شخصا. وعرض خلاله الخطوط العريضة لأسقفيته في فرنسا وأوروبا. شاركت في هذا العشاء سفيرة لبنان إنعام عسيران وشخصيات عديدة من كل القطاعات والاختصاصات.
واحتفل المطران الجميل في اليوم التالي بمشاركة الأب شربل القزي والأب سابا والخوري باسيل، بقداس في كنيسة رعية سيدة لبنان التي غصت بالمؤمنين، وبتكريس أول أخوية للحبل بها بلا دنس للموارنة في لندن وأوروبا، ضمت 13 سيدة و3 رجال، سيؤازرون خادم الرعية في مهماته فضلا عن العمل الروحي والصلوات.
وركز الجميل في عظته على "تجذر الموارنة في الايمان والأصالة وانفتاحهم في عالم الاغتراب، ودورهم الريادي لنقل صورة لبنان الحضارية والثقافية". وخدمت القداس نواة الجوقة الجديدة. وبعد القداس، التقطت الصور التذكارية في باحة الكنيسة وجرى توقيع السجلات.
وشارك المطران برحلة ثقافية كان في عدادها 56 شخصا، نظمتها الرعية إلى مدينة باث المشهورة بالحمامات الرومانية. وإحتفل بالقداس الماروني للمرة الأولى في الكاتدرائية الأنغليكانية.
إلى ذلك، التقى المطران الجميل السفير البابوي في لندن المونسنيور أنطونيو منيني، وتحدثا عن دور الموارنة في بريطانيا، ووعد بمواصلة الوقوف الى جانبهم. وأكد "أهمية حضور المشرقيين في بريطانيا وأوروبا". واهدى السفير البابوي ميدالية برونزية تمثل البابا بينيدكتوس السادس عشر للمطران الجميل الذي أهداه بدوره نسخة عن أطروحته حول التبادل الثقافي بين أوروبا ولبنان.
وقام المطران الجميل والوفد بزيارة رئيس الأساقفة الكاثوليك في لندن المطران فانسان نيكلوس ومساعده المطران ألن هوبس. وأجريا جولة أفق حول تاريخ الحضور الماروني في لندن، والعلاقات ثقافيا وروحيا مع المشرقيين.
ثم زار سفيرة لبنان إنعام عسيران في حضور القنصل طوني فرنجية، وانتقل إلى جامعة أوكسفورد برفقة الأستاذ المحاضر فيها الأب شفيق أبو زيد وجو لطوف ودانيا رشيد. كما التقى ممثلين عن أحزاب لبنانية في لندن.
وترأس الصلوات بمناسبة اختتام الشهر المريمي، والزياح الحاشد الذي انطلق من منزل العائلة التي استضافت تمثال السيدة العذراء حتى كنيسة مار شربل. وأعقبه قداس إحتفالي شارك فيه حوالي 300 مؤمن. وشدد في عظته على أهمية تعلق الكنيسة بالسيدة العذراء "التي تجسد بوابة السماء وخصوصا بالنسبة للموارنة، ذلك أن كل المراكز البطريركية هي في عهدة شفاعتها". وشرح الرموز الموجودة في أيقونة سيدة إيليج، اقدم الأيقونات المارونية المعروفة حتى الآن.
وبعد القداس، ألقى المطران الجميل محاضرة ركز فيها على الخطوط العريضة لأسقفيته وشعارها "اصالة ورسالة"، والمجمع الماروني الأول الذي سيعقد في فرنسا.
واحتفل في اليوم التالي بالقداس الإلهي في كنيسة الراهبات البولونيات مع القبارصة الموارنة. وألقى عظة تحدث فيها عن الوجود الماروني في الجزيرة، منذ بدايات القرن الحادي عشر. وأعقب ذلك، إحتفال بالقداس الالهي في رعية مار شربل.
وعاد المطران الجميل والخوري باسيل إلى باريس قبل مغادرتهما إلى لبنان بمناسبة انعقاد المجمع البطريركي الماروني السنوي.