أعرب الناطق باسم هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي السورية المعارضة منذر خدام عن قناعته بأن "الولايات المتحدة الاميركية لن تُسلح المعارضة السورية بالقدر الذي يجعلها تنتصر على قوات النظام"، واعتبر قرار التسليح ورقة "ضغط سياسي قبيل مؤتمر جنيف 2 المرتقب".
وأوضح خدام لوكالة "آكي" الإيطالية للأنباء أنه "لن تقوم الولايات المتحدة بتسليح المعارضة بالقدر الذي يجعلها تنتصر على قوات النظام، حتى لو ثبت لها استخدام السلاح الكيماوي، فما يهم أميركا وغيرها من الدول الغربية هو مزيد من استنقاع الوضع السوري وخصوصاً بعد دخول قوات "حزب الله" وتورط إيران والعراق في القتال الدائر في سورية". وأضاف "من المنظور الاستراتيجي، يتقاتل خصوم أميركا وإسرائيل اليوم على الساحة السورية، لذلك فهي سوف تغذي هذا الصراع عبر حلفائها وتديره بحيث يستمر بدون حسم لطرف على آخر، على أن يبقى محصوراً في الساحة السورية" حسب رأيه.
وحول الموقف الروسي بهذه الحالة، أجاب "لن تقف روسيا مكتوفة الأيدي بالطبع، وهي بالفعل تزود النظام السوري بالأسلحة، ولن تتوقف عن ذلك لأنها تعتبر هزيمة النظام السوري هزيمة لها، وباعتقادي، ما يجري الحديث عنه اليوم من تسليح للمعارضة، قبيل انعقاد مؤتمر جنيف 2، لا يعدو كونه نوع من تمكينها من بعض الأوراق السياسية لتحسين موقعها التفاوضي في مؤتمر جنيف، خصوصاً بعد الهزائم التي لحقت بها في أكثر من منطقة في سورية خلال الأشهر الأخيرة".
وفيما إن كان التسليح الأميركي للمعارضة المسلحة سيُسرّع بتحقيق أهداف الثورة وتأثيره على مؤتمر جنيف 2، قال المعارض السوري "إن الحديث اليوم عن الثورة في سوريا هو حديث مجازي إلى أبعد حد، لقد ضيّعت العسكرة والصراع العنيف في سوريا الثورة، وإذا كان من أمل لتحقيق بعض مطالب الشعب السوري وبصورة خاصة الانتقال إلى نظام ديمقراطي فذلك رهن بنجاح مؤتمر جنيف 2، الذي نأمل أن ينعقد في موعده رغم العقبات الكثيرة التي لا تزال توضع في طريقه سواء من قبل النظام أو بعض أطراف المعارضة، وحتى من بعض الدول العربية والإقليمية".
وتابع "لدى السوريون مصلحة حقيقية بنجاح مؤتمر جنيف، فهو المخرج المناسب للخروج من الأزمة التي تعصف ببلدهم، والحفاظ على ما تبقى منه، لكن إذا فشل المؤتمر، وهذا احتمال قائم، فسورية ذاهبة نحو مزيد من الصراع والدمار والتفتت، وسورية لن تكون عندئذ كما نعرفها اليوم"، على حد تعبيره.