شدد الرئيس السوري بشار الأسد على أن "هدف الإعلام الآن يحاول أن يصور أن "حزب الله" كان يقاتل، والجيش السوري هو جيش ضعيف لا يحقق أي انتصار، وأيضاً لإثارة الرأي العام الغربي والعالمي ضد حزب الله "،مشيراً الى أن "الجيش السوري حقق انتصارات كبيرة على الأرض في مناطق مختلفة، وربما أهم من القصير ولم يتحدث عنها الاعلام"، لافتاً الى أن "هناك قوات شعبية تقاتل مع الجيش الآن دفاعا عن مناطقها وهي من السكان المحليين، وهذا أحد أسباب النجاح في سوريا لكن القصير أخذت أهمية بسبب تصريحات المسؤولين الغربيين، حتى أن مسؤولين في الأمم المتحدة ادعوا انهم يعرفون ماذا يجري في القصير وأصبح المسؤولون الغربيون يتحدثون عنها بأنها بلدة استراتيجية"، لافتاً الى أن "عندما بدأ الارهابيين يضربون القرى الموالية لـ"حزب الله" على الحدود ن تدخل "حزب الله" مع الجيش السوري لإنهاء الفوضى"، مشدداً على أن "الجيش السوري جيش كبير ويستطيع أن يقوم بمهامه مع السكان المحليين في كل المناطق".
وتسأل الاسد "لو كنا نريد المساعدة من "حزب الله" فلماذا لم نأت بقواته إلى ريف دمشق؟"، نافياً "وجود كتائب لـ"حزب الله"، مشيراً الى أن "حزب الله" "أرسل عددا من المقاتلين على الحدود حيث يوجد إرهابيين في منطقة الحدود عند القصير، وساعدوا الجيش السوري في عملية التنظيف على الحدود اللبنانية، ولم يرسلوا قوات إلى داخل سوريا".
وأكد أن "أوروبا ستدفع ثمن تزويد المتمردين بالسلاح"، معتبراً أن "التحدي الأهم والأكبر الذي تواجهه المنطقة يتمثل بالتطرف الذي يحدث انزياحا في مجتمعاتنا ويبعدها عن الاعتدال"، مشدداً على أن "ما من شك أن سوريا ستقضي على الإرهابيين على أرضها".
وحذر الأسد في مقابلة مع صحيفة "فرانكفورتر الغيماينه تسايتونغ" الألمانية من أن أي "لعب بالحدود في هذه المنطقة يعني إعادة رسم خارطة لمناطق بعيدة جدا"، موضحا أن "السبب الرئيسي في إطالة آمد الأزمة في سوريا يعود إلى العامل الخارجي الذي يسعى سياسيا وعسكريا لذلك"، مشدداً على أن "سوريا مدت يدها منذ اليوم الأول لكل من يرغب بالحوار وأنها منفتحة على أي معارضة لا تحمل سلاحا ولا تدعم الإرهاب ولديها برنامج سياسي"، أملاً بان "يكون مؤتمر جنيف محطة مهمة لدفع الحوار وأن ينجح هذا المؤتمر بمنع تهريب السلاح والإرهابيين إلى سوريا".
وأوضح أن "العامل الخارجي يسعى سياسيا وعسكريا لإطالة أمد الأزمة السورية "، مشيراً الى أن هناك "إعادة رسم للخريطة في المنطقة، ولا يستطيع أحد أن يعرف بعدها كيف سنكون، لكن الأغلب أنها ستكون عبارة عن خريطة لحروب كثيرة في الشرق الأوسط لن يكون أحد قادرا على إيقافها"، لافتاً الى أن "ما تمر به اليوم سوريا هو أحلك الظروف، وبكل تأكيد ما يحصل ليس ربيعا"،داعياً الى "أخذ تفاصيل ما يجري في سوريا من قتل وذبح وتقطيع رؤوس وأجساد وسلخ جلد وأكل لحم البشر واعرشها على من يسوقون هذا المصطلح".
وأضاف" ما يحصل في العراق وقبله في لبنان هو تداعيات ما يحصل في سوريا وهذا سيمتد بشكل طبيعي، وعندما يكون هناك أنظمة طائفية مجاورة لك أو اضطرابات طائفية أو حروب أهلية،كما حصل في لبنان منذ 30 عاما أو أكثر، فهذا سيمتد إليك، لذلك تدخلت سوريا في لبنان في عام 1976 لكي تحمي نفسها وتحمي لبنان"، مشيراً الى أن "العلاقة بين سوريا وروسيا وإيران وغيرها من الدول التي تقف مع سوريا هي علاقة تعاون تكفلها وتضمنها المواثيق والقوانين الدولية"، لافتاً الى أن "لدى فرنسا وبريطانيا مشكلة مع الدور السوري المزعج في المنطقة حسب رأيهم، فهذه الدول كما أميركا تبحث عن إمعات ودمى تنفذ مصالحهم دون أي اعتراض"، موضحاً أنه " لا يستطيع أن يقول أن الأوروبيين مع الدولة السورية، ولكن هناك دول لديها موقف عدواني تجاه الدولة السورية، وخاصة فرنسا وبريطانيا، لكن الدول الأخرى وفي مقدمتها ألمانيا تسأل أسئلة منطقية"، مشدداً على أن "الإرهاب عندما يسيطر هنا في سوريا فإنه لن يتوقف هنا بل سينشر رسالته الإرهابية باتجاه أوروبا ".
وأشار الاسد الى أن "جبهة "النصرة" هي فرع من القاعدة وهي تحمل نفس الأيديولوجيا تماما، لكنهم يعيشون في منطقة سوريا والعراق ولبنان والأردن"، لافتاً الى أن "المعارضة السياسية لديها برنامج سياسي معلن وأما القتل والذبح فهو إرهاب يعيد البلاد سنوات نحو التخلف"، مشدداً على أنه "من غير المعقول أن تستخدم السلاح الكيماوي لتقتل عددا يمكن لك بالسلاح التقليدي أن تصل إليه، وأن كل يقال حول استخدامنا للسلاح الكيماوي هو جزء من استمرار الأكاذيب الأميركية والغربية حول الوضع في سوريا".
ورأى أن "الإعمار الحقيقي هو إعادة إعمار العقل والايديولوجيات والمفاهيم، وان التحدي الأول وهو الأولى هو إعادة الأمن والاستقرار،أما التحدي الثاني فهو إعادة الإعمار، لكن التحدي الأهم والأكبر هو الوقوف في وجه التطرف"، مشيراً الى أن "سوريا دولة علمانية بمفهومنا المؤدي إلى السماح للجميع بحرية ممارسة الأديان وعدم التعامل مع أي شخص على أساس ديني أو طائفي أو عرقي".