اجتمعت قيادات حماس وأعضاء مكتبها السياسي في القاهرة وسط تكتم إعلامي شديد، في حين قال مصدرٌ مطلع لـ"الأخبار"، إن "هذه الاجتماعات تأتي لرسم سياسات الحركة المستقبلية في ظل التغيرات التي تشهدها المنطقة، وستشهد أيضاً مناقشة موقف الحركة في ما بتعلق بالموضوع السوري بعد التطورات الأخيرة".
دلالة التوقيت دفعت البعض إلى القول إن "الحركة حسمت أمرها، واختارت بلا مواربة الميل نحو المعسكر الإخواني، والخروج من محورها القديم نهائيّاً". لكن القيادي في حماس، صلاح البردويل، نفى لـ"الأخبار" أن يكون لتوقيت وجود قيادات الحركة في القاهرة علاقة بإصدار البيان، قائلاً: "يبدو أن الناس فهمت أن البيان جديد. في الواقع، هو موقفٌ قديم للحركة عبّرت عنه بشكل واضح من خلاله. نحن رفضنا أي تدخل أجنبي أو عربي في الصراع الدائر في سوريا، والأمر ينطبق على حزب الله أيضاً، ودعونا وما زلنا ندعو إلى حل سياسي".
وعن الرسالة من خلال هذا البيان، قال البردويل: "أردنا توجيه نصيحة إلى حزب الله، بصفته حزباً يمثّل الخط المقاوم الذي نتبنّاه نحن أيضاً، وهي أن قتال الحزب في سوريا يحرفه عن هدفه الرئيس وهو المقاومة، ويزيد من حدة الاستقطاب الطائفي، وبالتالي يعمّق الأزمة السورية". لكنه استدرك: "هذا لا يعني القطيعة مع حزب الله، علاقتنا بالحزب لا تزال قائمة، وهي جيدة، رغم الاختلاف في وجهات النظر تجاه سوريا، ومن مصلحة المقاومة أن تظل العلاقة كذلك".
لكن ماذا عن علاقة الحركة مع إيران على مدار العامين الماضيين، وكيف تراها حماس بعد فوز المرشح المقرّب من الإصلاحيين حسن روحاني، يجيب: "العلاقة مع إيران قائمة حتى قبل الانتخابات الإيرانية. روحاني هو خيار الشعب الإيراني، وكذلك كان (محمود أحمدي) نجاد، ونحن نحترم خيارات الشعوب، ونتعامل معها، وعلى هذا الأساس، علاقتنا مع إيران ستبقى قائمة كما كانت عليه سابقاً، لأن العدو الصهيوني ينتظر منا أن نقطع علاقتنا مع إيران".