أطلقت رابطة قنوبين للرسالة والتراث مدرسة قنوبين الروحيّة للخوري يواكيم مبارك، ضمن مشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدّس، في مؤتمر صحفي عقد في المركز الكاثوليكي للإعلام-جل الديب.
بداية رحب مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم بالحضور باسم رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر، ولفت الى ان "العلاّمة الاب يواكيم مبارك هو من الملافنة الموارنة وظاهرةُ ثقافيةٌ في عصرنا الحالي، إنكبّت على تمحيص الفكر الماروني اللاهوتي واجتهد في تطوير هذا الفكر والخماسية الأنطاكية، أبعاد مارونية التي أطلقها واحدةٌ من أهم مؤلفاته العديدة".
وختم بقوله: "نحن بحاجة اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى إلى العودة إلى الجذور، جذورنا المارونية في هذا الوادي لا ترتبط بهذا أو ذاك من الزعماء، فهي مرتبطة ببطاركتنا العظام من يوحنا مارون وخلفائه وصولاً إلى نصرالله صفير ومار بشاره بطرس الكاردينال الراعي".
بدوره، اشار أمين عام رابطة قنوبين للتراث جوزف فرح الى ان "الرابطة تتابع تحقيق مشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدّس، وابرز برامج هذا المشروع برنامج يتناول أعلام الوادي المقدّس"، مضيفا "كان الخوري يواكيم مبارك يمثل أحد أكبر الأعلام المعاصرين، لما حفلت به حياته من المآثر العلمية واللاهوتية، تمثلت بالإرث الثقافي الثمين الذي تركه لنا، ومبارك هو من فتح طريق العودة الروحية إلى قنوبين، وراح يعمل منذ أن دعاه الله إلى قنوبين ليعيد كل المؤمنين إلى قنوبين، واضعاً طموحه الأكبر أن يجعله في قلوب الجميع، وهذا ما نسعى إلى تحقيقه بإذن الله".
اما النائب البطريركي الماروني المطران مارون العمّار فاعتبر "أنّ يواكيم مبارك لم يعد شخصاً بقدر ما هو مؤسّسة وتوجّه فكري وروحانية متجذرة في الأرض وفي الزمن، أصبح يواكيم مبارك إرثاً لكلّ الأجيال وكنزاً مشرقيّاً نُحسَد عليه، وأرزة زُرعت في وادي قنوبين لتبقى الى الأبد، فأصبح هو قنوبيني وأصبحت قنوبين في إرثه".
وأكدّ أن "مدرسة قنوبين فريدة من نوعها، فريدة بأساتذتها الذين يتبحّرون كيواكيم مبارك في روحانية قنوبين، بطلابها الذين يجتمعون من كلّ العالم ولا تفرّقهم لغة أو زمان أو مكان، ولغتهم عنصرة دائمة يعمل فيها الروح القدس لنفهم المكان الذي يحاكينا والزمان الذي يرشدنا والروح التي تحيينا، وفريدة بمكانها وزمانها اللذين يعبران لبنان الى العالم ومن العالم الى الأبدية".
واختتم المؤتمر بكلمة رئيس أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله الذيت تحدث عن سيرة الأب مبارك، "الذي بعدما قضى أربعين سنة في باريس، عاد إلى لبنان ليطرح مشروع حياته، ألا وهو العمل على عقد مجمع أنطاكي يكون مجمعاً رعوياً، على غرار المجمع الفاتيكاني الثاني، يُعنى بإصلاح العمل الكنسي وبإطلاق الرسالة المسيحية في الشرق، وليس مجمعاً لاهوتياً ينظر في صحة العقيدة".
وأشار إلى أن "حكماء الرابطة الكهنوتية آنذاك أقنعوه بأنه من الأفضل البدء بعقد مجمع ماروني يعمل على إصلاح كنيستنا ثم طرح مجمع أنطاكي. وقد قبل بالفكرة وطرح مشروع إطلاق مسيرة مجمعية تحضّر لمجمع لبناني ثانٍ يعمل على الإصلاح في الكنيسة المارونية لتبقى رائدة في حضورها وشهادتها ورسالتها المشرقية. وكانت لديه قناعتان، بأن لا إصلاح في الكنيسة إلا عن طريق العمل المجمعي، وبأن لا إصلاح مجمعياً في الكنيسة من دون نهضة روحية وعودة إلى الجذور الإيمانية والينابيع الروحانية في قنوبين".
وختم بتوجيه "نداء إلى غبطة البطريرك يوحنا العاشر، رأس الكنيسة الارثوذكسية الأنطاكية، الذي زار بكركي الأسبوع الماضي، لعلّه يعمل مع أخيه البطريرك الراعي على تلبية نداء الروح والدعوة إلى عقد المجمع المنشود".