أوضح مرجع سياسي مطلع لصحيفة "الجمهورية" أنّ "حزب الله يلعب الآن اللعبة الأخطر، فحتى لو تمّ التسليم بأنّ إلغاء الاعتدال في الطائفة السنيّة، سيؤدي الى تحصّن الحزب داخل طائفته، والى كسب تأييد بقية الطوائف من الأقلّيات، بدافع الخوف من البعبع السنّي، فإنّ هذا الإلغاء سيؤدي حكماً إلى بداية استنساخ ظاهرة الإرهابي أحمد الأسير، وإلى تحويلها الى مظلوميّة سنيّة، سيكون امتدادها أسرع ممّا يتصوّر البعض. هذه المظلوميّة السنيّة بات لها مع الأسير صدى لم يكن ليولد في طائفة، طالما تميَّزت بنبذ منطق الخروج عن الدولة والاحتكام للأمن الذاتي، فيما باتت اليوم مرشّحة لأن تشهد تحوّلات عميقة، ليس مستبعداً أن تصل تجربة الأسير بفعل نتائجها (التحوّلات) إلى الصفوف الأمامية، هذا في وقت باتت شرائح كبيرة من هذه الطائفة تنظر الى بندقية الأسير على انها الحلّ في مواجهة "حزب الله".
وتابع المرجع: "بغضّ النظر عن نتائج الاشتباك في صيدا الذي سينتهي حتماً بتسليم الجناة إلى العدالة، فإنّ مسار العنف المتصاعد الذي بدأ منذ السابع من أيار، لا يبدو أنّ نهايته قريبة، فهذا العنف ليس مجرّد معركة عسكرية بين "حزب الله" والمجموعات المسلّحة الفوضوية التي تسدي خدمات جلّى للحزب، بل هو عنف سياسي متمادٍ بدأ مع اغتيال رفيق الحريري وسائر الشهداء تحت عنوان محاربة المشروع الأميركي والإسرائيلي، وانتقل الى سوريا بإسم هذا العنوان نفسه ليحارب الشعب السوري، وبالتالي فإنّ أسباب اشتعاله، أصبحت اكبر من مجرّد أن تكون ضمن معادلة داخلية، لأنها ترتبط عضوياً بهذا المشروع الذي يمتد من طهران وبغداد ودمشق ليصل الى بيروت".