رأى رئيس المجلس الوطني السوري السابق عبد الباسط سيدا أن "تعقيد الأزمة السورية على المستويين الاقليمي والداخلي ساهم في تلازم مسار الحل السياسي الى جانب تصاعد الدعوات لإرسال السلاح للمعارضة"، مشيراً الى أن "تسليح الجيش السوري الحر حق للشعب السوري للدفاع عن نفسه أمام آلة قتل النظام الذي يحصل على كل أنواع الأسلحة والدعم من روسيا وايران وحزب الله"، ومؤكداً أن "أهمية تسليح المعارضة أتـــت بعدما أدرك المجتمع الدولي أن التوتر بدأ ينتقل الى الاقليم".
ولفت سيدا الى أن "النظام السوري عليه الفهم أن هناك قوة قادمة على الأرض ستقف في وجهه إذا لم ينساق الى قرارات المجتمع الدولي وإذا لم يلتزم في العلمية السياسية"، مضيفاً:"المطلوب تمكين المعارضة من الدفاع عن النفس وذلك بجعل المناطق المحررة مناطق محررة بالفعل على أن تكون ورقة في يد المعارضة في أي اتفاق سياسي قادم".
ورداً على إتهام روسيا وإيران السعودية بأنها "تمول الارهابيين"، قال: "هذه اتهامات باطلة إيران هي التي تقوم بمد النظام بالسلاح والخبرة"، مشيراً الى أن "روسيا هي الأخرى تقوم بمد هذا النظام بكل أنواع الاسلحة وهي تعطل أي قرار يمكن أن يصدر عن مجلس الأمن الدولي"، ومشدداً على أن "السعودية دولة شقيقة تقف الى جانب الشعب السوري وإتهامها بهذا الاتهام باطل".
وحمل سيدا المجتمع الدولي مسؤولية بروز جهات متطرفة في سوريا، وقال:"منذ أكثر من عام ونصف قلنا لهم إذا استمر التعاطي السلبي مع القوى المعتدلة من العسكريين ستفتحون المجال أمام التطرف"، متسائلاً "ماذا قدم المجتمع الدولي للقوى المعتدلة في سبيل أن تتمكن من ضبط الأوضاع".
واعتبر أن "التطرف لا ينسجم أصلاً مع طبيعة المجتمع السوري"، مؤكداً أن "ثمة بعض القوى المتطرفة يستخدمها النظام في إطار حملته الدعائية ضد المعارضة وفي اطار السعي الى إقناع المجتمع الدولي بأن البديل في سوريا سيكون متطرف وارهابي".
وتعليقاً على ما قاله وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الذي رأى أن سوريا تحت الاحتلال ولا يمكن السكوت عن التدخل الإيراني الروسي، أكد سيدا أن "السعودية تدرك جيداً مخاطر التدخل الايراني في سوريا وهي تعلم أن سيطرة ايران على سوريا سوف تؤدي الى زعزعة استقرار المنطقة والى تغيير الموازين الاقليمية وكلنا يعلم أن ما يجري في سوريا لن تقتصر آثاره على الداخل السوري"، مضيفاً "القيادة السعودية لم تغب يوماً عن الملف السوري وكانت دائماً الداعمة للشعب السوري على المستويات كافة ونحن نتوجه بالشكر الى الأشقاء في المملكة خصوصاً خادم الحرمين الشريفين لما قدمه من دعم الى السوريين".
وعمّا إذا كانت سياسات قطر تجاه الأزمة السورية سوف تختلف بعد تنحي الشيخ حمد بن خليفة، قال سيدا "قطر دعمت الشعب السوري وستتأثر سلباً أو إيجاباً بالنتائج ما يحصل في سوريا أما الحديث عن تحول في الموقف القطري تجاه الملف السوري فهو عبارة عن تكهنات لا تنطبق على أرض الواقع".