ألقى رئيس أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس باللوم على الجيش والدولة اللبنانية "لعدم قيامهما بأي دور في إيقاف غزو "حزب الله" لسوريا عبر الحدود في منطقة القصير"، لافتا في سياق متصل إلى "التأثير السلبي الكبير الذي أحدثه مشهد قيام أحد أعضاء الجماعات المتشددة بالتمثيل بجثة أحد جنود النظام"، مشددا على "إدانته وكل المجموعات العاملة تحت إمرته لمثل هذه السلوكيات وإدانته أيضا لحادث اختطاف المطرانين بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم السوريين".
وفي نصريح له، شدد على "أننا نريد أن يدين المجتمع الدولي جرائم (الرئيس السوري) بشار الأسد و"حزب الله" وأن يدين تخاذل الحكومة اللبنانية وتخاذل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن القيام بأى دور"، قائلا: "نريد من هذا المجتمع كلمة حق على ما تشهده سوريا من مذابح ومجازر دون أن يتحرك أحد ويستمر الحديث فقط حول جبهة النصرة والمتشددين للأبد"، مشددا في الوقت نفسه على "وجود تضخيم في الحديث عن وجود جهاديين أتوا لسوريا من كل صوب وحد"، مؤكدا أن "هذا أمر غير حقيقي".
وأشار إدريس إلى "قيام النظام بتحريك مجموعات ترتدي زي جبهة النصرة وتستخدم سيارات تحمل نفس شعاراتها تقوم بتوقيف المواطنين على الحواجز تحت دعوى أنهم مطلوبين للمحاكم الشرعية للجبهة ثم ترسلهم للأمن العسكري التابع للنظام"، معتبرا أن "هناك دعايات لتشويه الثورة عبر القول إن هناك عصابات من الثوار تخطف المطارنة وتقتل المسيحيين والأقليات"، متسائلا: "لماذا لم يخطف المطارنة الذين عاشوا لآلاف السنيين إلا الآن؟".
وانتقد إدريس "تركيز وسائل الإعلام وإلحاحهم عليه بسؤال واحد مكرر حول موقفه من جبهة النصرة دون إتاحة الفرصة له لشرح الوضع المأساوي للشعب السوري الذي شرد منه للآن سبعة ملايين شخص"، لافتا إلى أن "الجميع يعلم مدى الحرج من هذا السؤال حول موقفي من النصرة وغيرهم ممن يطلقون عليهم متشددين ومتطرفين إسلاميين"، سائلا: "هل يستطيع الجيش الحر أن يفتح مليون جبهة ومليون معركة الآن؟"، قائلا: "معركتي الأساسية مع نظام بشار".
وقال: "نحن لن نذهب إلى جنيف 2، فهذا مؤتمر دعت إليه روسيا ولتذهب هي إليه، أما نحن فسنقاتل والله معنا"، معترفا أن "الحرب تحولت للأسف لحرب أهلية رغم أنها بالأساس ثورة ضد بشار وأسرته ونظامه"، محملا المسؤولية لـ"النظام وأركانه وحلفائه"، لافتا إلى "أننا لا نقاتل الآن ما كان يعرف بالجيش السوري، بل كل ما نقاتلهم هم من عناصر حزب الله"، قائلا: "لقد جلب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله 15 ألف مقاتل لمحاربتنا بدلا من أن يوجههم لمحاربة إسرائيل، وكأن القصير باتت مزارع شبعا"، مؤكدا أن "الدعوة للجهاد في سوريا جاءت من علماء الأمة ولم تأت من قبلنا"، مشيرا إلى أن "عدد هؤلاء قليل، ونحن مع شكرنا للجميع نؤكد أننا لا نحتاج لمجاهدين ولا لأي شيء آخر سوى السلاح والذخيرة".
وأضاف: "ليتوقف الجميع عن ترديد مقولات إن السلاح سيقع في أيدى جبهة النصرة"، لافتا إلى أن "الأخيرة ليس لها وجود بحمص وسأحرص كل الحرص على أن أسلم أي سلاح لأخوتي من الضباط والجنود المنشقين عن الجيش ولأهلي من الثوار المدنيين"، نافيا "ما ذكره الجانب العراقي حول أن عدد الشيعة العراقيين الذين قرروا المحاربة مع النظام السوري ليسوا إلا أعدادا قليلة جدا لا ترقى لمئة شخص"، قائلا: "هذا كذب وافتراء على الله، هناك ثمانية آلاف مقاتل من شيعة العراق المتطرفين يقاتلون الآن بسوريا فضلا عن 15 ألف مقاتل من عناصر حزب الله المدربين والمدججين بالسلاح".
وعن الأوضاع في مصر، حث إدريس كافة السوريين الموجودين في مصر على "ألا يتدخلوا في الأحداث الجارية بمصر"، مشيراً إلى "وصول معلومات إليه تفيد بأن هناك جهات تحاول استغلال حاجة هؤلاء واستخدامهم كـ"بلطجية" خلال التظاهرات التي جرت الدعوة إليها اليوم"، معربا عن "خشيته وقلقه الشديد من تأثير ما يحدث بمصر على الاهتمام بالثورة السورية ومناصرتها، خاصة أن عامل عدم الاستقرار أضحى عاملاً رئيسياً مصاحباً لكل الدول العربية التي سبقت ثورتها الثورة السورية"، موضحاً أن "مصر دولة ذات وزن على المستوى العالمى والإقليمي، لذا فالأحداث بها تجذب الانتباه بطبيعة الحال، وهذا سيؤثر علينا".