تسمع بين الحين والآخر أصواتاً متشائمة عن نوعية الحياة التي يعيشها اللبناني وعدم الإكتراث بشؤونه الحياتية من قبل المسؤولين عنه المنهمكين بأمور السلطة والسياسة التي، على أهميتها، لا يمكنها أن تكون مبرراً لإهمال سائر الشؤون المعيشية وتلك المتعلقة برفاهية الحياة ومستواها. وتكبر أصداء هذه الأصوات خصوصاً نظراً للمنابر العدّة التي تخرج عبرها من مدونات إلكترونية إلى مواقع التواصل الإجتماعية... وإلى ما هنالك.
ومع اقتراب موسم السياحة وتوجه عدد من اللبنانيين إلى مكاتب الرحلات لحجز سفرتهم الصيفية، انتشرت أخبار تتطرق للمرتبة العالمية التي حصل عليها لبنان لناحية جواز سفره، حيث أكد الموقع الالكتروني المتخصص بنشر معلومات عن جوازات السفر العالمية "هل تريد فيزا" أن جواز السفر اللبناني فقط أفضل من جواز السفر السريلانكي والأفغاني وجنوب السوداني وأنه يقع في المرتبة الـ219 من أصل 222 بلدا دخل ضمن إحصاء “Do you need visa”. الأمر الذي أثار سلسلة من التعليقات والإنتقادات، ورفع من التشاؤم اللبناني المرتبط بعدّة أمور "مش ماشية" في البلاد.
جواز سفر يُفتخر به!
وفي هذا الإطار، نفى رئيس مكتب الإعلام في مديرية الأمن العام اللبناني العميد منير عقيقي لـ"النشرة" هذه المعلومات، مشدداً على أن "الانطلاق من فرضية ان لبنان هو الاسوأ لناحية جواز السفر هي انطلاقه خاطئة غير مبنية على احصاءات دولية، بل على تحاليل تسيء الى صورة لبنان". وأوضح أن جواز السفر اللبناني هو في الحقيقة "جيّد ويُفتخر به"، مشيراً إلى "أننا نعمل على تحسين هذا الجواز من خلال اصدار الجواز البيومتري".
وكشف عقيقي أن "المديرية العامة للامن العام تقوم حالياً بإصدار جوازات سفر مقروءة آلياً لتسهيل الكشف عليها فور استعمالها على المعابر الحدودية". اما بالنسبة لجواز السفر الجديد، فلفت إلى أن "الاجراءات تتم على قدم وساق وان فريق عمل استشاري من المنظمة الدولية للطيران المدني "ICAO"، سيصل الى لبنان للتنسيق المباشر مع المسؤولين في المديرية للمصادقة على اعداد دفتر الشروط الفني للمشروع، تصاغ، بناءً عليه، مناقصة دولية".
تعديل الرسوم بحاجة للمجلس النيابي
إلا أن انتقاد تصنيف جواز السفر اللبناني أتى أيضاً لناحية ارتفاع سعره بالنسبة لسنة واحدة: فاللبناني يدفع 40 دولارا لكي يحصل على جواز سفره لسنة واحدة بينما في الدنمارك يدفع المواطن 10.4$ وفي اليابان، فتبلغ قيمته 13.5$ للمدة عينها. إلا أن تحديد مدى صلاحية جواز السفر والرسوم المفروضة عليه، فهي موضوعة بموجب قوانين في المجلس النيابي من خلال مشاريع الموازنة اللبنانية، بحسب عقيقي الذي أكد أن "تعديل الرسوم او مدة الصلاحية يعود للمجلس النيابي بالتنسيق مع الوزارات المعنية".
ويرى أحد المدونين اللبنانيين أنّ المسؤولين مشغولون في مشاكل أخرى لذلك لا يطالبون بتحسين وضع جواز سفرهم لناحية سعره، خصوصاً وأن عدداً كبيراً منهم يملك جوازات سفر أخرى يستخدمها ولا سيما المسؤولين عن البلاد من نواب ووزراء... ولكن قد يكون أكثر ما يزعج اللبناني اليوم هو انتظاره ساعات طويلة أمام أبواب السفارات وقيامه بتحضير سلسلة الأوراق الرسمية المطلوبة منه عله يحصل على تأشيرة. فيمكن للبناني فقط أن يزور البلدان التالية دون تأشيرة: تركيا، مصر( شرط ان يتجاوز الخمسين من العمر)، الاردن، سوريا، ماليزيا، ايران، سلطنة عمان، بيلاروسيا. ورغم أن منح هذه التأشيرة أو عدمه من صلاحية الدولة المعنية والسلطات فيها، إلا أنه يبدو واضحاً وجود تلكؤ من قبل الدولة اللبنانية لناحية ابرام اتفاقيات مع سائر الدول لتسهيل تنقل اللبناني عبر الحدود ولعدم دفعه إلى السعي لإلتماس جواز سفر آخر... بل ليفتخر أكثر فأكثر بجنسيته اللبنانية وبجواز سفره والأرزة الموضوعة عليه.
تقرير مارسيل عيراني