إعتبر المعارض السوري رئيس "هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي في المهجر" هيثم مناع، أن "ما جرى في مصر هو تذكير للسوريين بأن التغيير لا يمكن أن يتم إلا بأيدي أبناء البلد، ولا توجد ثورات للتصدير ولا يمكن لقوات غريبة أن تصنع بديلاً". كما إعتبر أن "ما قام به المصريون هو أكبر رسالة لكل من يحّول الدولة لمطية سياسية"، مشددا على أن "إنحراف أي زعيم عن مصالح شعبه يطيح بالحصانة التي يتمتع بها".
وحول ما جرى على الساحة المصرية، لفت مناع في حديث لوكالة "آكي" الإيطالية للأنباء الى أن "أحداث مصر تذكرنا بالدور الوطني للجيش، وبأن الجيش للوطن وليس للحزب، وأنه عندما يتحزب أي رئيس يترك وطنيته، والجيش المصري لم يتدخل رغم كل سلبيات الرئيس المصري، ووفق علمنا فقد وجّه تنبيهاً واحداً له عندما أيّد الرئيس مرسي في المدينة الرياضية قيام منطقة حظر جوي فوق سوريا ولم يمانع بالتدخل الخارجي"، وقد "اتصلت الخارجية المصرية بي وشددت على أنها لا تؤيد أي تدخل خارجي في سوريا، كما قال لي سفيرهم بباريس إن سوريا بالنسبة لنا هي جبهة مصر الشمالية، ورغم ذلك لم يحدث شيء للرئيس". أما اليوم فهناك معطيات أخرى، هناك أكبر استفتاء شعبي سلمي في الشارع، وهذا الاستفتاء قرر إنهاء ولاية الرئيس، وبما أن القانون والدستور لا يحرم الرئيس المعزول من الترشح مرة أخرى، فلديه الفرصة لإقناع المصريين بأن لديه شعبية إن كان ذلك صحيحاً".
وحول دستورية إجراء انتخابات مبكرة، أوضح أنه "لدينا أكثر من ثمانية دول ديمقراطية في العالم شهدت انتخابات مبكرة، وهذه مسألة تحدث ببساطة، المشكلة الرئيسة أن هناك رسالة وجهها الشعب المصري ولم يتلقاها الرئيس، كما هو الأمر في سوريا، كانت هناك رسالة وجهها الشعب في 18 آذار 2011 ولم يتلقاها الرئيس فوصلنا إلى مائة ألف قتيل، ولذلك فإننا لا نرى سلبية في تحرك الجيش في مصر، ليس من أجل المؤسسة العسكرية، وإنما من أجل ضمان عدم الوصول لمائة ألف قتيل آخر، وبرأيي فإننا سنرى في الأشهر المقبلة الأنموذج المصري للعلاقة بين الدولة والجيش، حيث الجيش ليس حاكماً بديلاً للسياسيين وإنما مصدر حماية للشعب".
وحول انعكاس ما جرى في مصر على الثورة السورية، رأى مناع أنه "إن كان المرشد العام للإخوان أو من يدعمه من الخارج سيحدد مصير سوريا فإن ذلك سيكون مصيبة على الثورة السورية، وبالأساس كان تدخل هؤلاء هو الذي أطال عمر الدكتاتورية في سوريا، فنظرية المؤامرة كانت تافهة وسخيفة مثل وجه الديكتاتورية التي اخترعتها، لكننا لو بقينا على شعاراتنا ونضالاتنا السلمية لما خرج القرار من يد السوريين إلى يد غيرهم من الدول والجماعات المسلحة، وكما شجبنا تدخّل حزب الله وطالبنا بخروجه من سوريا فوراً، رغم أنه كان آخر المتدخلين"، فقد "طالبنا قبلها بخروج الجماعات المتطرفة الأخرى التي أدخلها الإخوان، فنحن لا نريد مقاتلين أجانب في سوريا، لقد شوّهوا الصورة التمثيلية للشعب السوري، وللأسف فإن صمت بعض المعارضين عن ذلك جعلنا ندفع ثمن الضبابية في الخط الديمقراطي للمعارضة السورية، وأصبح هناك شك بأمرنا لأننا أعلنا بأننا ضد المجموعات التي لا علاقة لها بالتركيب والنسيج الاجتماعي السوري وإصرارنا على أن كل سلاح يقتل الشعب السوري هو سلاح مُدنّس، من أي فريق جاء، فكيف إن أتي من الشيشان مثلاً، لقد كنا ضحايا اختطاف الثورة السورية من غير السوريين، واليوم نقول للعالم كله أنه بأيد مصرية جرى التغيير المصري، التغيير يتم بأيدي أبناء البلد، ولا توجد ثورات للتصدير ولا هناك قوات غريبة تصنع تغيير، هذا الأمر لم يكن موجوداً عبر التاريخ".