اشارت "الخليج" الى انه "تستشعر وأنت تقرأ ردود أفعال "الإخوان العرب" على المصير الذي آل إليه "إخوان مصر"، حال القلق والخوف الذي يعتريهم، وما يحمله المستقبل لهم ولمشروعهم السياسي الذي اعتقدوا أنه بات قاب قوسين أو أدنى من التحقق، بعدما تمكنوا من ركوب موجة ما يسمى "الربيع العربي" بالمكر والخديعة والرياء وأقاموا حكمهم في بعض الدول".
اضافت الصحيفة الاماراتية في افتتاحيتها، ان "المتابع لتصريحات قيادات "إخوان" تونس والأردن وغيرهم في بعض الدول العربية، ممن يتموهون تحت لافتات تحمل معاني العمل والنهضة والعدالة، يدرك وكأن حال هذه القيادات كحال الذي ضرب على رأسه وفقد توازنه ووقع على الأرض مغشياً عليه، لأنهم لم يتصوروا أن الشعب المصري بملايينه سوف يلفظ "إخوانهم"، ويستعيد ثورته التي سرقت". وذكرت انه "لم يتعظ هؤلاء من السقوط المريع لإخوان مصر وفشلهم، ولم يدركوا بعد أن عمودهم الفقري انكسر، وأن مشروعهم السياسي الذي كانت مصر أساسه ومحوره قد انتهى إلى غير رجعة، لذلك هم يواصلون النفير والتحريض، ويدّعون شرعية فقدت شرعيتها في ميادين الملايين".
ولفتت "الخليج" الى إن "أي مشروع سياسي يقوم على إدعاء امتلاك الحقيقة المطلقة، ونفي الآخر، واختصار الوطن والشعب بجماعة أو حزب، وممارسة الخداع تكئة للوصول إلى السلطة، هو مشروع فاشل بالتأكيد ولن يكتب له النجاح". ورأت ان "سقوط "الإخوان" في مصر، مثله مثل أحجار الدومينو، ما أن يسقط أحد الأحجار حتى تتهاوى البقية، لأن مشروعهم واحد وأفكارهم واحدة، ومنهجهم واحد، ومصر هي المنبع، وبقية "الإخوان" فروع وروافد".
واوضحت "الخليج" انه "يجب أن يدرك هؤلاء أنهم ليسوا محصنين أو مقدسين تحميهم شعارات إسلامية ملغومة، وأن مصر وغيرها ليست رهينة لأفكارهم ومشاريعهم، ولا لأي طرف أو حزب أو جماعة على شاكلتهم، لأن الشعب المصري لم يعد بمقدوره أن يصبر على نزيف كرامته وحريته واستقلاله، ولا أن يقبل إلى الأبد رهن إرادته للقوى الدولية، أو أن يتعامل مع الهيمنة الأمريكية وكأنها القدر المحتوم الذي لا فكاك منه".
وتابعت "آن لهؤلاء أن يرعووا، وأن يدركوا أن نجمهم بدأ بالأفول، وأن شمسهم تميل إلى الغروب".