رأى القيادي في "التيار الوطني الحر" الوزير السابق ماريو عون أن هناك نوعا من عدم التفاهم بين قوى "8 آذار" حول ملفات داخلية متعددة من ضمنها الملف الحكومي، لافتا إلى أنّ التكتل يناقش لهذا السبب الملف مع رئيس الحكومة المكلف تمام سلام "كتكتل وليس كقوى 8 آذار".
وفي حديث لـ"النشرة"، أوضح عون أنّ العمل في هذا الملف لا يتمّ باطار الحديث عن حصة اجمالية لقوى "8 آذار" إذ يشدد التكتل على وجوب أن يتمثل كلّ فريق بحسب حجمه النيابي، لافتا إلى أن الحديث مع سلام لم يتطرق لموضوع الحقائب الوزارية وعدد الوزراء باعتبارها أمورا سابقة لأوانها. وأعرب عن خشيته بأن تكون "كل اللقاءات التي يجريها سلام من دون نتائج تذكر ومن دون بركة لأن المهمة ليست سهلة على الاطلاق كما أشيع مؤخرا".
دعمنا للمقاومة لن يتزحزح وعلاقتنا ببري جيدة
وشدّد عون على أنّ الخلاف الحاصل مع الفريق الشيعي محصور بالملفات الداخلية دون المس بالجوهر، لافتا إلى أنّ قناعة "التيار" بدعم "حزب الله" على الصعيد الاستراتيجي وبالتحديد بمقاومة العدو الاسرائيلي قناعة لا رجوع عنها. وقال: "لا شك أن علاقتنا مع الحلفاء تحتاج لمراجعة بوقت من الأوقات لكن قناعتنا بما يتعلق بدعمنا للمقاومة لن تتزحزح".
وعن العلاقة مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، أشار عون الى ان بعض مواقف حركة "أمل" لا تذهب بالاتجاه الذي تفرضه الملفات السياسية وهذا ما تجلى مؤخرا بموقفهم من الجلسات النيابية التي كان قد دعا اليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري والتي لم يلحظ جدول أعمالها بنودا تهم التيار وقد عمل عليها بجهد كبير. لكنه شدّد على أنّ "الخلاف في هذا الاطار ليس عقدة كبيرة والعلاقة مع بري تبقى جيدة بالرغم من اننا نسعى لتكون ممتازة".
وجدّد عون التأكيد على أن التحالفات لا تزال قائمة لكن بعض الأمور تحتاج للبلوة.
قوى أصولية تعمل على زج لبنان بأتون الفوضى
في سياق آخر، استنكر عون استنكارا شديدا التفجير الذي تعرضت له الضاحية الجنوبية مؤخرا، معتبرا أنّه ضرب وبقوة الاستقرار اللبناني الداخلي، مشددا على أن المرحلة تحتاج لكثير من الوعي لتقطيعها من دون أضرار جمّة وإلا وقعنا بالمحظور. وأضاف: "هناك قوى غريبة عجيبة أصولية تعمل على زج لبنان في أتون الفوضى الأمنية الشاملة وهذا ما نخشاه".
وأشار عون إلى أنّ استمرار لبنان الرسمي بالتعاطي مع موضوع اللاجئين السوريين باستهتار نتيجة الانقسامات السياسية الحاصلة داخليا، يهدد بتطورات أمنية خطيرة، وقال: "هذه الانقسامات تضعنا اليوم في موقع ضعف علما أن جيشنا قادر على ضبط الحدود مع سوريا في حال تواجد قرار داخلي بذلك".