أعلن رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية أنّ الوضع الأمني ليس مطمئنا، مشيرا إلى أنّ اعتراف البعض بوجود جبهة النصرة في لبنان جاء متأخرا، معربا عن قلقه على الوضع الأمني جراء وجود أكثر من 50 ألف مسلح بين اللاجئين السوريين في لبنان والذين تخطى عددهم المليون، لافتا إلى وجود بيئة حاضنة سياسية وشعبية لهؤلاء، معتبرا أنّ تيار "المستقبل" انخرط في مشروع دولي لاحتضان هذه المجموعات.
وفي حديث إلى إذاعة "النور"، أشار فرنجية إلى أنّ مدينة القصير اعتُبرت استراتيجية على اعتبار أنها كانت خزان تسليح المعارضة السورية المسلحة من الجانب اللبناني، معتبرا أنّ ذلك يفسّر ردة فعل البعض على استعادة الجيش السوري لمدينة القصير، مشدّدا على أنّ تدخّل "حزب الله" في سوريا لم يكن على خلفية طائفية أو مذهبية بل من أجل حماية مشروع المقاومة.
وأكد فرنجية أنّ موقفه من المقاومة مبدئي، لافتا إلى أّنّ "لا مصالح انتخابية، ولا جغرافية تربطه بالمقاومة، انما هو موقف نابع عن قناعة ثابتة، وهذا ليس منة"، معربا عن اعتقاده بأنّ المقاومة وضعت نصب أعينها استعادة الأرض وتحريرها وبالتالي لن يستطيع أحد الوقوف في وجهها.
وإذ لفت فرنجية إلى فشل مشروع ضرب سوريا وتفتيتها، أعرب عن اعتقاده بأنّ المخطّط لم ينته إلى الآن، مشيرا الى ان المعارضة السورية التي تقاتل النظام مدعومة عالميا ولديها اسلحة ومجاهدون وجيوش، وان الحرب التي حصلت على سوريا اكبر بكثير من الحرب على بعض الدول العربية المجاورة. ولفت إلى أنّ النظام قبل بالحل السلمي وأعلن ذهابه إلى جنيف 2 وسمّى الوفد المشارك، بعكس المعارضة ومن يدعمها الذين قرّروا أن يرجئوا الأمر كي يحصلوا على بعض المكاسب، على حدّ تعبيره، وسأل: "من هي المعارضة؟ هل هي الجيش الحر أم جبهة النصرة أم غيرها؟ وإذا اتفقوا في جنيف من سينفذ الاتفاق من قبل المعارضة؟"
وفي الملف الحكومي، دعا فرنجية لتشكيل حكومة وطنية، محذرا من أنّ تشكيل حكومة من لون واحد سيؤدي إلى وضع أسوأ من عدم تشكيلها، وشدّد على أهمية "الثلث الضامن" في الحكومة "لأننا من دونه لا نستطيع ايقاف اي قرار غير وطني، ونحن لا نقبل بان يقرر احد عنا ويقرر مصيرنا". وكشف أنّ "حزب الله" وحركة "امل" هما من يفاوضان باسمه في المفاوضات الجارية مع رئيس الحكومة المكلف "لانهما تباحثا معنا بالموضوع"، وأضاف: "إذا سألنا العماد ميشال عون راينا فليفاوض باسمنا واذا لم يسالنا كيف لنا ان نفوضه". وشدّد فرنجية على أنه ليس تابعا لأحد، مشيرا إلى أنّ "تيار المردة" لن يتنازل عن حصته في الحكومة لأحد، وقال: "التيار الوطني الحر يعتبر البعض حلفاء له، مثل حزب الله وحركة امل، واخرين يعتبرهم من الاتباع ونحن ممكن ان نكون من بينهم"، وأضاف: "نحن بحياتنا لم نكن اتباعا لاحد، وهذه هي المشكلة، لكني اكن كل التقدير والاحترام لشخص الجنرال عون، نحن حلفاء ونبقى معا وهو يتقدمنا طالما هو في نفس قناعاتنا السياسية".
ونفى فرنجية وجود قطيعة مع "التيار الوطني الحر"، مشددا على العلاقة الجيدة مع شخص العماد عون، لكنه لفت إلى أنّ آخر مرة تحدّث فيها معه كانت منذ شهر وأنه سمع عبر الاعلام عن مقاطعته لمجلس النواب ورفضه التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي، وقال: "نحن معه في كتلة واحدة، ونوابنا يشاركون في الاجتماعات لكن كل قراراته نسمعها عبر وسائل الاعلام".
وأكد فرنجية دعمه وصول العميد شامل روكز إلى قيادة الجيش، لافتا إلى أنه سيصوّت لصالح روكز في حال طرح الموضوع على التصويت حتى لو خُيّر بين روكز والعماد قهوجي، لكنه تحدّث عن صعوبة في تامين الاكثرية لتعيين قائد للجيش، وقال: "اذا استطاع الجنرال عون تشكيل اكثرية لاي قائد جيش نحن معه، فنحن نريد قائد جيش غير متامر علينا، ونحن نرى بالعماد قهوجي شخصية وطنية غير متامرة على المقاومة، واعود واكرر اذا كان الخيار بين التمديد للجنرال قهوجي والفراغ او مع قائد جيش متامر علينا وعلى المقاومة، انا مع الجنرال قهوجي".
ووصف فرنجية قرار رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري التمديد للعماد قهوجي ومن ثم تراجعه عنه، بانه قرار متسرع " فالحريري عودنا منذ كان في رئاسة الحكومة بل منذ بدء حياته السياسية ان يتسرع، يتكلم، يراجع، فيتراجع". وأعرب عن احترامه لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، نافيا أن يكون الأخير قد تآمر على فريقه، مؤكدا في المقابل أن العلاقة مقطوعة مع رئيس الجمهورية "الذي تامر على المقاومة في بعض المرات".
ورأى فرنجية أنّ موقف بكركي الأخير حول السلاح هو موقف مبدئي من السلاح في كل لبنان، وقال: "اذا ارادت نزع السلاح من كل لبنان فنحن معها، اما سلاح المقاومة فليجدوا حلا له، واذا تعهدت بكركي باستعادة الارض والتحرير، فلا مشكلة لدينا".