التجول في أسواق الخضار في ​شهر رمضان​ له نكهة خاصة حيث ترى أن الباعة قد زينوا بسطاتهم بألوان الخضار والفواكه إحتفاءً بالشهر الكريم وإنتظاراً للزبائن الذين يتسوقون نهاراً ويتحضرون للإفطار مساءً. واللافت هذه السنة، خلافاً للسنوات التي خلت، أن الأسعار لم تسجل إرتفاعاً رغم توقع زيادة إقبال المستهلكين.

لا غلاء لأسعار الخضار برمضان!

"يلا قرب على الطيب"، هذه إحدى العبارات التي تسمعها لدى تجولك في "حي اللجا". هناك السوق مزدحم "بالصائمين" يتبضعون، ينتقون الخضروات والفواكه بعناية، ملاحظين أن أسعارها لم ترتفع هذا العام بخلاف السنوات السابقة. هذا ما تؤكده إبتسام ماجد لـ"النشرة"، لافتةً الى أن "الأسعار مقبولة جداً نسبةً الى الأعوام الماضية، ففي كلً "رمضان" لا يشتري الصائمون الا الحاجيات الضرورية لإعداد وجبات الطعام بسبب إستغلال البائعين لشهر رمضان ورفعهم الأسعار". وتضيف: "صحيح أن الأزمة الإقتصادية كبيرة ولكن الحمد الله لم ترتفع الأسعار". أما رندا حيتان وهي التي التقيناها في دكان آخر في حي اللجا فتشكو من "غياب الرقابة على الأسعار التي ترتفع وتنخفض دون أن ندري ما السبب"، وتشير الى أن "الأسعار في "حي اللجا" هي أرخص من باقي الأسواق لذا لا نستطيع أن نجزم حول إرتفاع الاسعار".

"حي اللجا" هو ليس الوحيد الذي لم ترتفع فيه الأسعار فحاله حال سوق سن الفيل. هناك إلتقينا الياس رستم وهو رجل سبعيني، يقصد يومياً السوق ليشتري إحتياجاته عوضاً عن شرائها من الدكان، ويقول: "غريب السنة ما غليت الأسعار برمضان"، أما أمال مرعب فتسأل "لماذا نشكر الله على عدم غلاء الأسعار، وهل يمكن أن تغلو أكثر مما هي عليه؟"

أزمة سوريا هي السبب...

هي الأوضاع في سوريا لم تؤثر فقط على لبنان أمنياً بل أثرت عليه إقتصادياً وهي السبب الرئيسي لعدم غلاء أسعاء الخضار والفواكه في رمضان. هذا ما يؤكده رئيس جمعية ​حماية المستهلك​ ​زهير برو​، ويلفت الى أن "غياب إمكانية التصدير هو ما ساهم في عدم ارتفاع الأسعار"، وهذا ما يشير اليه أيضاً أبو محمد صاحب دكان كبير في برج أبي حيدر، ويفسر أن "الصيف سبب أساسي في إبقاء الأسعار على حالها، فلا نستطيع إبقاء البضائع من يوم الى آخر لأنها لا تعود صالحة لذا نضطر الى تخفيض الأسعار لبيعها في نفس اليوم والا سنرميها".

إرتفاع بسيط لأسعار اللحوم والدجاج

يقول برو أن جمعية حماية المستهلك أجرت عدة دراسات فوجدت أن اللحوم والدجاج إرتفعت أسعارها قليلا أما البندورة والبقدونس وغيرها من الخضار بقيت على حالها. وفي هذا السياق يرى أبو محمد أن "السبب يعود الى أننا في موسم البندورة والبقدونس، والبضاعة كثيرة ونحن نريد تصريفها لذا لا نستطيع أن نرفع من سعرها".

الأزمة في سوريا أثرت على الأسواق اللبنانية سلبياً فما عاد الإنتاج يصرف الى الخارج فلم يحصل الغلاء المتوقع... حلّ رمضان كريماً هذا العام على اللبنانيين عسى أن يكون كذلك في باقي البلدان المجاورة فتنعم بالهدوء والاستقرار.

تصوير حسين بيضون (الألبوم الكاملهنا)