تحدّثت مصادر في فريق "14 آذار" لصحيفة "الجمهورية"، عن أن "اللقاء الأخير بين الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ورئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون، لم يكن مشابهاً في مضمونه كل اللقاءات السابقة بينهما، إذ إنّ "حزب الله" اليوم بات في موقف مختلف عن السابق بعد قرار الإتحاد الأوروبي الأخير بوضع "جناحه العسكري" على لائحة الارهاب، بحيث أنه فقد الغطاء اللبناني العام، ولم يعد في حاجة أو متمسّكاً بالغطاء المسيحي الأقوى".
وأضافت هذه المصادر أن "السيد نصرالله، وبعد المواقف الأوروبية والخليجية من "حزب الله"، ما زال يبقي على "شعرة معاوية" مع العماد عون الذي "بات محشوراً" بورقة تفاهم "مار مخايل"، وبالتالي لا يقدر على إسقاط هذه الورقة نظراً لارتباطه بملفات أخرى مع الحزب".
وبحسب مصادر 14 آذار، فإنّ "العماد عون يناور سياسياً تجاه قواعده الشعبية وأنصاره، وإنّ "حزب الله" يدرك ذلك، وهو يتناغم معه في هذا المجال، خصوصاً أنه يعلم أنّ العماد عون في حاجة إليه إنتخابياً في بعبدا وجزين وجبيل، كما أنه يقف إلى جانبه لدى تأليف الحكومة لتحسين شروطه، وبالتالي لم تحن بعد ساعة إسقاط ورقة تفاهم "مار مخايل"، لكنها أصيبت بعطب ليس بقليل، كما أنّ التباينات كثيرة وباتت مرشّحة إلى الإزدياد في أكثر من مجال، والدليل على ذلك أنه رغم رفض العماد عون التمديد لقائد الجيش، فهو سمع كلاماً واضحاً من السيد نصرالله في لقائهما الأخير مفاده أنّ الحزب يتفهّم وجهة نظر العماد عون من مسألة التمديد عموماً، لكنه ممتنّ لقائد الجيش لما يقوم به تجاه المقاومة، إضافة إلى دور قيادة المؤسسة العسكرية في معركة عبرا، ولذلك لا يمكنه إلّا دعم قرار التمديد لقهوجي".
وذكرت المصادر نفسها أنّ "السيد نصرالله كان صريحاً جداً مع حليفه، كما أنه مدرك للتنسيق الجاري بين الرياض والرابية، وأنّ عون يختار في المحصّلة طهران الداعمة له على المستويات كافة، ولذلك فإنّ "حزب الله" يترك له هامشاً واسعاً للتكتيك السياسي والتلاقي مع أي جهة سياسية ودبلوماسية، خصوصاً أنه على يقين بأنّ العماد عون لن يتجاوز الخطوط الحمر في علاقته مع "حزب الله" ومن يدعمهما".
من جهة أخرى، أضافت مصادر 14 آذار، أنّ "من أسباب التواصل بين العماد عون والسفير السعودي في بيروت علي عواض العسيري هي أن بعض رجال الأعمال القريبين من الرابية ويملكون مصالح في السعودية ودول الخليج، يتعرّضون للمضايقة بسبب حملة العماد عون على قيادات بعض دول الخليج، ولذلك سعى إلى فتح ثغرة في جدار العلاقة مع السعودية بهدف حماية هؤلاء. وفي المقابل، أراد عون توجيه إشارات إلى حلفائه، بعدما شعر بالحرج تجاه شارعه بسبب عدم دعمهم موقفه الرافض التمديد لمجلس النواب، ولقائد الجيش، بعدما كانوا رفضوا المشروع الأرثوذكسي وأيّدوا قانون الـ60".
وخلصت المصادر إلى أنّ "هذه المعطيات دفعت العماد عون الى الحديث في الآونة الأخيرة عن عدم وجود أي مشكلة في عودة رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة، مع العلم أنّ العلاقة، كما التفاهم بين العماد عون و"حزب الله"، ما زالا مستمرين، وإن يكن قد اختلفا عما كانا عليه في السنوات الماضية".