ذكرت صحيفة "صندي تلغراف" الأميركية نقلاً عن مراسلات رسمية أن "رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، وعد بمساعدة الزعيم الليبي الراحل العقيد معمر القذافي في خلاف قانوني حول دفع تعويضات مقدارها مليار جنيه استرليني، أي ما يعادل 1.5 مليار دولار، لعائلات الضحايا الاميركيين لتفجير طائرة اتُهم نظامه بالتورط فيها".
وأوضحت الصحيفة أن "المراسلات بين الفريقين والتي حصلت على نسخ منها، أظهرت أن القذافي لجأ إلى بلير بعد أن أمرت محكمة أميركية نظامه بدفع مبلغ 1.5 مليار دولار كتعويضات لعائلات سبعة اميركيين قُتلوا بتفجير قنبلة على متن طائرة ركاب متجهة إلى العاصمة الفرنسية باريس في غرب افريقيا".
وأضافت نقلاً عن المراسلات أن "بلير اتصل بالرئيس الاميركي وقتها، جورج بوش، بعد أن وعد القذافي بالتوسط في القضية، وقام بوش في وقت لاحق بالتوقيع على قانون تسوية المطالب الليبية في آب 2008، أبطل قرار محكمة اميركية طالب نظام الزعيم الليبي السابق بدفع 1.5 مليار دولار لعائلات الضحايا الاميركيين".
وأشارت الصحيفة إلى أن "عائلات الضحايا الاميركيين في الرحلة 772 كسبوا دعوى قضائية في كانون الثاني 2008 للحصول على 1.5 مليار دولار كتعويضات من نظام القذافي بعد معركة قانونية امتدت سبع سنوات، ما سبب له صعوبات خطيرة في الولايات المتحدة طالت عوائد صفقاته التجارية وخاصة في مجالي النفط والغاز والاستثمارات الأخرى".
وأوردت "صندي تلغراف" أن "رسالة الكترونية حصلت على نسخة منها كتبها السفير البريطاني وقتها في ليبيا، فنسنت فين، وأرسلها إلى مساعدي بلير في 8 حزيران 2008 بعد استقالته من منصبه كرئيس لوزراء بريطانيا وتعيينه مبعوثاً لعملية السلام في الشرق الأوسط، اماطت اللثام عن تدخل الأخير في القضية وأظهرت أيضاً أن مساعداً رئيسياً له اجتمع مع دبلوماسي اميركي بارز لمناقشة قضية الرحلة 772".
وأضافت أن "الرسالة الالكترونية كشفت بأن، نك بانر، رئيس موظفي بلير في منصبه كمبعوث لعملية السلام في الشرق الأوسط، تحدث إلى المسؤول الأميركي ديفيد وولش، الذي فاوض الليبيين بشأن دفع تعويضات للضحايا الاميركيين".
ولفتت الصحيفة الى أن "الرسالة الالكترونية ارسلها السفير البريطاني لدى طرابلس وقتها، فنسنت فين، إلى المكتب الخاص لبلير بتاريخ 8 حزيران 2008"، وتضمنت تفاصيل عن "طرق التوقيع على اتفاق لنقل سجين (المقرحي) حين تفي ليبيا بوعودها لشراء نظام دفاعي جوي من بريطانيا".