أشار موقع "دبكا" الإسرائيلي الى أن "مقاتلين شيشان وقوقازيين من تنظيم "القاعدة" إستولوا على قاعدة مينغ الجوية ذات الاهمية الاستراتيجية والتي تقع على بعد 10 كلم من مدينة حلب، حيث يوجد أسطول من طائرات التدريب فلامنغو MBB-223، صنعت في ألمانيا، ومرواحيات قتالية من طراز MI-8، روسية الصنع".
وتعد هذه المعركة بحسب "دبكا" "أول انتصار مهم للواء "القاعدة" في شمال القوقاز"، لافتا الى أن "جيش المهاجرين والأنصار" وقائدهم أبوعمر، لم يتركوا أي فرصة لفرار الجنود السوريين. فقد اعتقلوهم واعدموهم بقطع رؤوسهم أو ذبحهم – وفقاً لأعراف "القاعدة"، ولم ينج منهم احد، حتى الضابط المسؤول عن عمليات القوة الجوية السورية في المنطقة الشمالية".
وكشف موقع "دبكا" أن "الجهاديين فجروا باب القاعدة الجوية بعمليات انتحارية وسمحوا دخول المهاجمين الأجانب الى داخل القاعدة. وقد تسبب سقوط مينغ بتوقف قوات الحكومة السورية عن القيام بضربات جوية ضد المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في محافظة حلب، كما مهد الطريق إلى قوات المتمردين السوريين للتقدم نحو المراكز الأمامية للحكومة في قلب المنطقة العلوية مسقط رأس الرئيس بشار الأسد، في تلال جبل الاكراد في محافظة اللاذقية، والاستيلاء على عدد من القرى المحيطة بها".
وأشار الى أن "القوات الموالية لنظام الأسد حققت نجاحاً كبيراً في حمص ودمشق، ومن المتوقع أن تستعيد قاعدة مينغ وتستأنف غاراتها ضد المتمردين. ومع ذلك، فإن ظهور مقاتلي القاعدة من الشيشان والقوقاز، في ميادين القتال في سوريا له دلالة أساسية بالنسبة للمنطقة الجغرافية الممتدة من جنوب روسيا الى الشرق الأوسط، وبالنسبة للحرب ضد الارهاب التي تقودها الولايات المتحدة الاميركية".
وأشار الموقع الى أنه "في 30 تموز الماضي، طالب عدد من النشطاء، رفيعي المستوى، في جنوب روسيا، أميرهم Doky Umarov، بـ"عودة المقاتلين الذين ارسلوا الى سوريا بهدف التركيز مرة أخرى على أهداف روسية، وبالتحديد على الاستعدادات لدورة الألعاب الاولمبية الشتوية التي ستقام في منتجع سوتشي على البحر الأسود، في شهر شباط المقبل".
ورأى هؤلاء الناشطون أن "تدفق الجهاديين المتطوعين الهائل" على سوريا قد يستخدم بطريقة أفضل لمحاربة الروس".
وتوقعت مصادر "دبكا" العسكرية عواقب هذا "التدفق الهائل"– "ليس فقط في ما يتعلق بموقف روسيا في الحرب السورية، بل أيضاً على مكافحة الارهاب، لأن توقيت انتصار تنظيم القاعدة في سوريا يتزامن مع الجهود الجارية التي تبذلها الولايات المتحدة وإسرائيل ولبنان والأردن لضرب الارهاب الجهادي".
وتنفق الولايات المتحدة الاميركية طاقاتها الاستخباراتية والأمنية، في اطار انذار ارهابي عالمي، لمنع هجمات ارهابية واسعة النطاق ضد أهداف أميركية، في البدان الاسلامية وحتى داخل الولايات المتحدة، تقوم بها "القاعدة" في شبه الجزيرة العربية (AQAP) وتنظيم "القاعدة" في بلاد المغرب (AQMI). في هذا الوقت، فتح تنظيم "القاعدة" جبهة ثالثة انطلاقاً من سوريا مستخدماً أتباعه في شمال القوقاز والشيشان.
ومنذ أقل من خمسة أشهر، وتحديدا في 15 نيسان الماضي، نفذ اثنين من الارهابيين من أصل شيشاني، Dzhokhar و Tamerlan Tsarnaev عملية تفجير خلال سباق ماراثون بوسطن، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة العشرات.
ويعتبر الفرع الشيشاني لتنظيم "القاعدة" الجناح الأكثر عنفاً في التنظيم ويكرس عملياته على قتل الاميركيين.
وتابع المصدر العسكري "هذا وعلى مقربة من قاعدة مينغ، يجتمع حول المدينة الجيش السوري ومقاتلو "حزب الله"، مستعدين لدفع المتمردين الى خارج معاقلهم. هذه المعركة قد تجر لاول مرة القوات السورية و"حزب الله" الى مواجهة مباشرة مع الجهاديين السنّة في القوقاز. وتعتبر لحظة مهمة في الصراع بين السنة والشيعة، الذي تفاقم في الشرق الأوسط، وقد تحدد مستقبل لبنان والعراق".
ورأى المصدر العسكري لـ"دبكا"، أن "الجهاديين العدوانيين، الناطقين باللغة الروسية، لن يكتفوا بإستمرار الجهاد على الارض السورية، بل انهم سيسعون لتوسيع نطاق عملياتهم لتمتد حدود سوريا وخارجها، الى اسرائيل والاردن، متحديين بذلك الاسرائيليين والاردنيين والقوات الاميركية المتمركزة في الأردن، من خلال خوض حرب رهيبة تختلف تماماً عن الحروب الأخرى وتتسم بوحشية لم تعرف حتى الآن".
ترجمة "النشرة"