كشف الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في حديث صحافي ان التفجيرين اللذين استهدفا قوات اسرائيلية في منطقة اللبونة عبارة عن "عملية مقصودة، فالعبوتين اللتين انفجرتا جديدتين وليست لغما من مخلفات الجيش الاسرائيلية، الاولى فُجرت في القوة الاسرائيلية الخاصة وعندما تدخلت القوة الثانية فُجرت العبوة الثانية وسقطت واصيبت"، مشيرا الى ان "الاسرائيلي حاول ان يخفف من الموضوع وبعض اللبنانيين ايضا وهذا مفهوم، وما حصل ان هناك مجموعتين اسرائيليتين دخلتا الى الاراضي اللبنانية في اللبونة، وهذه المنطقة بالتحديد كانت تحت مرأى المجاهدين في المقاومة وكانت لدينا معلومات مسبقة ان الاسرائيليين سيمرون من المنطقة فتم زرع عبوات هناك وعندما جاؤوا تم تفجير العبوتين".
ولفت الى أن "خرق اللبونة ليس الاول الذي يقوم به جيش الاحتلال الاسرائيلي، ومن المضحك أنه بعد 65 سنة من التجربة مع الاسرائيلي يطلب أحد في لبنان من الامم المتحدة ان تردع اسرائيل".
واعلن نصرالله "اننا بدأنا نشعر مؤخرا بخروقات اسرائيلية على الحدود ذات طابع عملاتي لعمليات قد تستهدف المقاومة والناس، وهذه العملية في اللبونة لن تكون الاخيرة ولن نتسامح مع الخروقات البرية لأرضنا، وسنواجه بالطريقة المناسبة في أي مكان نعلم فيه أن الاسرائيلي دخل الى اراضينا ولن نقبل بهذه الخروقات البرية، فأي مكان يدخل اليه الاسرائيليون داخل لبنان سنواجهه ولن نسمح لهم بالدخول".
وعن "صمت الطبقة السياسية اللبنانية"، رأى السيد نصرالله أنه "ليس مستغربا فبعض القوى في لبنان لا تعتبر اسرائيل عدوا". ووصف طلب الرئيس ميشال سليمان تقديم شكوى ضد خرق اسرائيل باللبونة الى الامم المتحدة بأنه "موقف ضعيف"، موضحا "اننا نقبل ان يساوي المجتمع الدولي بين الضحية والجلاد ونقبل ان يدين اسرائيل ويديننا. فمن حقنا الا نسكت عن اي خرق لأرضنا، وهذه الخروقات الاسرائيلية ذات طابع عملاتي ولها اهداف عملاتية وهذا امر لا يمكن السكوت عنه". ورأى في عملية اللبونة أن "الاسرائيلي فوجئ كما كان واضحا بمقدار ما تسرب من معلومات".
وشدد نصرالله على "انهم لن "يحلّوا عنا" "طالما المقاومة ملتزمة بالقضية المركزية للأمة وملتزمة بحماية لبنان والدفاع عن سيادته، فالمشكلة الحقيقية لأميركا والغرب وحتى جزء كبير من النظام العربي معنا بالتحديد اننا مقاومة والمشكلة ليست داخلية".
ولفت الى أنه "دائما كان يُعرَض علينا أن يبقى السلاح معنا في مقابل أن نقدم التزاماً ولو ضمنيا بالبقاء خارج قضية فلسطين ومواجهة الاطماع الاسرائيلية، للاميركيين في الواسطة والانكليز والفرنسييين وغيرهم".
وأوضح أن "نائب الرئيس الاميركي السابق في عهد جورج بوش الابن ديك تشيني قدم عرضا كبيرا لنا عبر شخص أميركي من اصل لبناني يقضي بالاعتراف بنا دوليا وبقاء سلاحنا معنا كما ان يزيلوا حزب الله عن قائمة الارهاب، بشرط ان نقدم التزاما شفهيا في غرفة مغلقة. ونحن رفضنا فلا نستطيع ان نقدم لأحد هكذا التزام غما قيمة هذا السلاح اذا لم يكن للدفاع عن قضية وبلد؟".
وتابع "عندما اخترنا هذا الطريق اجمعنا عليه وقدمنا فيه خيرة الشهداء وبالتالي هذا الموضوع ليس قابلا للنقاش. المشكلة الحقيقية معنا اننا مقاومة ومصرون على أن نبقى مقاومة، وهذه قضية إيمان ومبدأ".
وأعاد الى الأذهان أنه "بعد 25 أيار العام 2000 إحتفل الناس بالتحرير ونحن منذ اليوم الثاني اعتبرنا انه يجب ان نتهيأ لحرب تشنها اسرائيل على لبنان"، مشيرا الى أن "المقاومة في لبنان ألحقت هزيمة استراتيجية تاريخية باسرائيل في العام 2000 وهذا باجماع اسرائيلي. فالاسرائيلي له ثأر تاريخي مع المقاومة في لبنان".
ولفت الى أنه "عندما حصل أسر الجنديين الاسرائيليين كنا جاهزين لمواجهة أي حرب وكنا ننتظرها سابقا ونعتقد أنها تأخرت العام 2006، والمقاومة لم تكن مرتبكة وقلقة بل كان لديها وضوح في المعركة لأن هذا كان محضر مسبقا".
وإستطرد "في حرب تموز 2006 كان الهدف الاصلي الحاق القدر الاكبر من الخسائر في العدو، وفي بعض الاماكن تركنا للأخوة حرية التقدير، والاخوة قرروا ان يصمدوا حتى آخر نفس في مارون الراس. في عيتا كان لدينا عدد كبير من الاخوة وقد مرت فترة انقطع الاتصال معهم وعشنا في جو استُشهادهم، وعندما عاد الاتصال معهم تكلم معي الحاج عماد مغنية وقلت له: "لا تلزمهم البقاء في المكان للقتال" ولكن الاخوة اخذوا قرارا بالبقاء حتى آخر لحظة. أما في بنت جبيل فكان القرار بالبقاء والقتال حتى النهاية ومنع الاسرائيلي من الدخول اليها، ومن اليوم الاول كان حسابنا ان الحرب بالحد الادنى ستبقى لشهور وكنا جاهزين لذلك".
وزاد في هذا السياق، "ما اطلقناه من صواريخ بحرب تموز قليل نسبة لما كان لدينا وحتى المعدل لما اطلقناه من صواريخ كان محسوبا، فبالامكانية الميدانية وانتشار المقاومين كنا نستطيع ان نضرب عددا كبيرا من الصواريخ، ولكن في حساباتنا اننا نريد الذهاب الى معركة طويلة ولا نريد انتهاءها لأن صواريخنا انتهت. كنا مستعدين لمعركة طويلة ليس لأقل من ستة أشهر. فالوقت عند الاسرائيلي ضاق وقد أخذ الامور الى "الآخر" ونحن تناسبنا مع هذا التصعيد لاسقاطه"، مشيرا الى أن "بقاء التواصل في حرب تموز بين غرفة العمليات المركزية وغرف العمليات في المناطق والمقاتلين كان من عناصر القوة".
وأوضح انه "تمّ اعتقال عدد من العملاء خلال الحرب وتم تسليمهم الى الاجهزة الامنية اللبنانية"، لافتا الى أن "واحدة من أسباب فشل الاسرائيلي هو ضعف المعلومات في حرب تموز. فعندما قام بإنزال في مستشفى دار الحكمة في بعلبك اؤكد لك ان الاسيرين الاسرائيليين لم يؤخذا الى بعلبك وبالتالي معطيات الاسرائيلي كانت خاطئة".
ورأى أن "الذي حمى بيروت خلال حرب تموز هي المقاومة وليس القرار السياسي، والاسرائيلي لا يسأل عن أي ضغط سياسي، فذهبنا الى معادلة الضاحية مقابل تل أبيب، كان لدينا القدرة خلال حرب تموز على قصف مدينة تل أبيب. ولو اكمل الاسرائيليون الحرب وبالطريقة التي كانوا يدخلون فيها كنا نتوقع تدمير المئات من الدبابات. كنا مطمئنين الى أن أي دبابة اسرائيلية ستكون بوجه صواريخ الكورنيت ستُدمر. وضرب البارجة الاسرائيلية كانت واحدة من المفاجآت التي اعددناها للاسرائيلي. فضرب البارجة الاسرائيلية خلال حرب تموز امر معقد جدا ولم يكن سهلا، وبدأت بالكلام وكان ممكنا أن أنهي كلامي ولا يُطلق الصاروخ على البارجة".
وأشار ردا عن سؤال، الى أن "الكثير من المباني التي تم تدميرها في الضاحية لم يكن فيها مراكز ولا قيادات لحزب الله والتدمير العشوائي كان يمكن أن يصيبنا، والمنطق أن لا نتجمع كقيادات حزب الله في مكان واحد".
وأوضح ردا عن سؤال آخر أنه "حصلنا على سلاح بشكل مباشر من سوريا، قبل حرب تموز وخلالها"، لافتا الى أن "جزءا كبيرا من جهوزية المقاومة في لبنان كان يعتمد على السلاح من سوريا، وكثير من الصواريخ التي استخدمناها في حرب تموز كانت بصناعة سورية. ففي أثناء حرب تموز ومنذ بدايتها فُتحت مخازن الجيش السوري للمقاومة اللبنانية".
وتابع "سلاح الكورنيت قدمته لنا سوريا ونحن أخذنا سلاحا من سوريا خلال الحرب للاحتياط لأننا افترضنا ان الحرب ستطول".
وكشف انه "في أثناء الحرب حصل اتصال مع الرئيس السوري بشار الأسد بالقناة المختصة ونُقلت رسالة من الاسد لي تؤكد استعداد سوريا للانخراط في الحرب ضد اسرائيل، وهو كان يرى ان "الهجمة اقليمية ودولية على المقاومة مع تواطؤ داخلي وانه لو تم القضاء على المقاومة فالمعركة ستستمر الى سوريا"، وكان يفترض ان القوات الاسرائيلية قد تكمل من حاصبيا نحو المصنع ودمشق، وكانت القيادة السورية تدرس المبادرة الى ادخال قوات سورية نحو حاصبيا لمواجهة القوات الاسرائيلية. وقلت للأسد ان وضعنا ممتاز ونتجه الى نصر وسيفشل الاسرائيليون في تحقيق اي اهدافهم وانا لست قلقا ولا اعتقد ان دمشق في دائرة الخطر ولذلك ادعو الى التريث وان لا تقدموا الى اي خطوة، وقلت لا نريد ان تحصل حرب اقليمية في المنطقة وقادرون ان ننتصر بهذه المعركة". واعلن "اننا لم ننقل سلاحا خلال حرب تموز من ايران لأننا لم نكن بحاجة اليه".
وعن المفاوضات بعد حرب تموز، أجاب السيد نصرالله: "لم اكن لأفوض فؤاد السنيورة لأنه لم يكن موثوقا به في هذا الملف، ومعركة التفاوض السياسي كانت مع السنيورة وفريقه السياسي قبل أن تكون مع الاميركي والاوروبي، ولو اعطيناهم رقابنا لقصوها".
وأوضح ردا عن سؤال، أنه "منذ بداية حرب تموز كان التركيز كله على موضوع سلاح المقاومة اي المقاومة، وعندما ذهبوا الى الحوار جاؤوا على قاعدة كيف سيحلون سلاح المقاومة والهدف الحقيقي لـ14 آذار أصلا هو "اعطونا سلاحكم" وهمهم التخلص من المقاومة".
وزاد "موقف 14 آذار في الحرب كان معروف ولكن عندما وصلنا الى الحكومة فرئيس الحكومة ومن وراءه تبنوا اهداف الآخرين خلال الحرب".
وأشار الى أنه "حصل اتصال بنا من هذا الفريق خلال الحرب وعرضوا علينا شروطا منها تسليم سلاح المقاومة والقبول بقوات متعددة الجنسيات لتنتشر في الجنوب وعلى طول الحدود مع فلسطين وسوريا، وتسليم الاسيرين، ولكن نحن رفضنا ذلك".
وتابع "لم نشعر خلال الحرب أن هناك رئيس حكومة او فريقا سياسيا آخر يتعاطف معنا ولو إنسانيا، والسنيورة هو من قام بتأخير الحل في آخر الحرب، كان يجب على الحكومة أن تعطي قرارا للأمم المتحدة اننا قبلنا بالقرار 1701 ولكن بقي يومين او ثلاثة من دون ابلاغ القرار".
وأردف "دول عربية كانت متورطة في حرب تموز، وفريق 14 آذار كان يوظف الحرب لينتهي من المقاومة ولذلك أكمل هذا المشروع وهو مستمر لغاية الآن"، مردفا "ولو كان لدينا حكومة مخصلة لانهينا الحرب بشروط لبنان لكن المعركة السياسية كانت في الداخل".
وفي سياق آخر، وحول موقف رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون خلال حرب تموز، أوضح السيد نصرالله أنه "لم يتفاجأ بموقف العماد عون الداعم لنا خلال حرب تموز، ومن ميزاته ان ما في داخله يقوله لك، الموقف الذي كنا نتباحث به قبل الحرب ورؤيته للمقاومة والدفاع عن لبنان فهو كان حاسما لخياراته. موقف العماد عون خلال حرب تموز كان تاريخيا، وهو حسم خياراته".
أما في موضوع الحكومة، فأوضح السيد نصرالله أنه "عندما تمت تسمية رئيس الحكومة المكلف تمام سلام بتشكيل الحكومة وُضعت عليه شروط او هو وضع شروطا، فجاء ليقول انه لا يريد حزبيين ولا مرشحين للانتخابات ولا استفزازيين، ويريد مداورة في الحقائب وهذا يعني انه هو لا يريد تشكيل حكومة. فكل ما قاله فريقنا اننا نريد حكومة وحدة وطنية تتمثل فيها الكتل البرلمانية بحسب احجامها".
ورأى أن "الأميركيين والسعودية لا يريدون حزب الله في الحكومة ولا يريدون الفريق الذي نحن جزء منه ان يكون له شراكة حقيقية بالحكومة".
وحول الكلام عن حكومة حيادية، سأل "أين يوجد حياديون في لبنان؟ لا يوجد، لا وجود لما يسمة تكنوقراط وحيادي، والكلام عن حكومة حياديين هو احتيال والظرف في البلد يفترض حكومة وحدة وطنية حقيقية"، منوها الى أننا "ما زلنا مع سلام ونؤيده كرئيس حكومة".
أما عن قول سليمان أنه "تم تشكيل حكومة من فريق واحد سابقا ولم يكن فيها مشكلة"، فرأى السيد نصرالله أن "فيه مغالطة لأنه يوم كُلف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، فالأغلبية التي سمته قبلت بأن يشارك الفريق الآخر وميقاتي أخذ وقته للتفاوض".
واستطرد "يخطئون بحق البلد اذا ذهبوا لتشكيل حكومة أمر واقع، وبهكذا حكومة يعني انهم يشطبون نصف البلد"، لافتا الى أن "حلفاءنا لا يشاركون من دوننا بالحكومة ونحن كذلك".
وعما اذا كان يتوقع ان يوقع سليمان على تشكيلة حكومة أمر واقع، أجاب: "في السابق كنت لا اعتقد ذلك ولكن بعد خطاباته الاخيرة ربما يفعل".
أما عن إتهام "حزب الله" بقصف الصواريخ على اليرزة ردا على موقف سليمان فوصف الأمر بـ"سخافة"، مشيرا الى أن "السعودية تمارس عداوة مع حزب الله بكل شيء".
أما عن خطف الطيارين التركيين وإتهام بعضهم "حزب الله" بهذه العملية، أكد السيد نصرالله أن "حزب الله لم يخطف الطيارين التركيين ولم يكن على علم بالعملية ولا علاقة لنا بالأمر".
كما أكد في سياق منفصل، أنه "لم يكن لحزب الله اي علاقة باطلاق المساجين في مصر، ونحن اليوم قلقون على مصر وخائفون عليها".