ترأس المطران جوزيف معوض قداسا احتفاليا في كنيسة سيدة زغرتا، لمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء، شاركه فيه المطران بولس إميل سعادة وعاونه لفيف من الكهنة، وخدمت القداس جوقة الرعية، في حضور حشد من المؤمنين.
وسأل في العظة: "ماذا يعني عيد انتقال السيدة العذراء الى السماء بالنفس والجسد ؟ هذا العيد حدده البابا بيوس الثاني عشر في سنة 1950 ، حدده كعقيدة ايمانية ، نحن كنا نؤمن بهذا العيد قبل ذلك ولكن عندما حدده فذلك يعني ان السلطة الكنسية اعترفت به وعبر عن ذلك عندما قال ان العذراء مريم والدة الاله الدائمة البتولية عندما أنهت مسيرة حياتها الارضية رفعت الى المجد السماوي بجسدها ونفسها ، لذلك هذا العيد يساعدنا ان نتأمل بحدث معين في حياة القديسة مريم اي انها عندما ماتت وانتقلت بالنفس والجسد انما تمجد اسمها وتمجد جسد يسوع المسيح بعد قيامته من بين الاموات".
أضاف: "نحن اليوم نتأمل بتاريخ العيد وبليتورجية العيد وبلاهوتية العيد، أولا بتاريخ العيد اي متى بدأ المسيحيون يعيدون هذا العيد في 15 آب؟ نحن نعلم ان مجمع أفسس عندما اجتمع منذ أكثر من 1500 سنة أعلن ان مريم العذراء هي والدة الاله معطيا بذلك دفعا متزايدا لتكريمها وفي القرن السادس أي حوالى سنة 600 سمي هذا العيد بالرقاد اي النوم للدلالة على ان العذراء مريم ، عندما ماتت لم تنقطع عن الحياة بل كانت كمن يرقد او ينام وتم تعميق معنى الرقاد وربطه بانتقال العذراء بنفسها وجسدها وتمجيدها، ثانيا بليتورجية العيد، فان الترتيلة التي نتبعها في قداس عيد انتقال السيدة العذراء تصف لنا كيف تجمع الرسل من مختلف أنحاء العالم حول العذراء مريم عند اقتراب ساعة وفاتها لتوديعها ومحضها بالاكرام وفي مزمور القراءات نرتل بأن الرسل طافوا بالعذراء من علية أورشليم الى بستان الزيتون ، حيث دفنت ومن هناك طاف بها الملائكة الى السماء وهذه الاحداث هي تقاليد تقوية ، لا نملك معطيات كافية عنها ولكن الاهم هي انها تعبر عن اكرام الرسل والكنيسة للعذراء مريم ، اما ثالثا بلاهوتية العيد ، فالكتاب المقدس يذكر انتقال العذراء بصورة صريحة ولكنه يقدم الاساس اللاهوتي له ، فحقيقة الانتقال مرتبطة بقيامة الرب يسوع وبأمومة مريم الالهية لذلك ان انتقال العذراء مريم هو ثمرة قيامة السيد المسيح ، فأمومة العذراء جعلتها متحدة اتحادا فريدا بابنها ، هذا الاتحاد الفريد جعلها متحدة معه في المجد السماوي بعد الموت على مثال ابنها الذي تمجد بجسده".
وأكد "ان هذا الانتقال يقوينا على حمل الصليب في حياتنا الزمنية ولكنه يتطلب منا ان نجاهد ضد الخطيئة وأن نظل متحدين بالمسيح، وبهذا العيد نطلب شفاعة العذراء مريم سيدة زغرتا كما نطلب ان نعيش حياتنا المسيحية معها".