تفضّل قيادة "الجماعة الاسلامية" في لبنان اليوم فصل سياستها المتبعة داخليا عن التطورات المصرية المتسارعة. تتضامن وتتحرك دعما لـ"الاخوان" في مصر فتدعو لاعتصامات وتظاهرات هنا وهناك يكون معظمها رمزيا إلا أنّها تحرص على عدم نقل أي شرارة من الأزمة المصرية الى لبنان الذي فيه من الشرارات ما يكفيه سنوات للأمام.
وحده تردي العلاقة مع تيار "المستقبل" طاف للعلن مؤخرا، بعد أن قاطعت الجماعة خلال شهر رمضان افطارات للتيار الأزرق لتوصل اليه رسالة مفادها: "مواقفك الأخيرة مما يحصل في مصر غير مرحّب بها".
"هو لوم وعتب على المستقبل أكثر منه قطيعة"، هذا ما يؤكده رئيس المكتب الإعلامي في الجماعة الإسلامية الشيخ وائل نجم، مذكّرا القيمين على التيار الأزرق أن ما عانوه في الفترة الماضية هو نفسه ما يعانيه "الاخوان" في مصر اليوم، قائلا: "في العام 2009 حصد تيار المستقبل ومعه باقي قوى 14 آذار الأكثرية النيابية عبر صناديق الاقتراع فشكلوا حكومة برئاسة سعد الحريري أطاح بها انقلاب بقوة السلاح وهذا ما يحصل في مصر حاليا وبالتالي وجب أن يكون المستقبليون أكثر من يتفهم ويتفاعل مع ما هو حاصل في مصر اليوم".
ويصرّ الشيخ نجم على الفصل بين تنظيم الجماعة الاسلامية في لبنان وتنظيم "الاخوان المسلمين" في مصر، لافتا الى انّهما تنظيمان مختلفان يتلاقيان بما هو فكري وعلى مستوى المنهج. ويضيف: "كنا في لبنان نمارس فكرنا قبل ثورة 25 يناير وبعدها كما قبل الانقلاب العسكري الأخير وبعده وبالتالي دورنا في لبنان لا يتأثر بما هو حاصل في مصر".
لا يعتبر الشيخ نجم دقيقا كل حديث يتطرق عن سقوط حكم الاخوان والاسلاميين بعد ثورات ما عُرف بـ"الربيع العربي"، ويفضّل الحديث عن اسقاط الحكم، ويقول: "التجربة لم تسقط بل تم التآمر عليها علما أن الحراك مستمر والربيع العربي مستمر..." ويضيف: "نحن نؤمن بنتائج صناديق الاقتراع وبقيام دولة مدنية تتكافأ فيها حقوق الجميع".
ولا يجد بعض الحديث عن طروحات داخل الجماعة بوجوب تشكيل قوة أمنية في طرابلس من الجماعة واسلاميين أي صدى لدى الشيخ نجم، الذي يؤكد أن الحديث الذي جرى هو عن وحدة موقف وليس قوة امنية او وحدة سلاح. ويقول: "رهاننا بالأمس واليوم على الدولة اللبنانية ومؤسساتها حتى تقوم بدورها كاملا بكافة المناطق وما عدا ذلك لا يعنينا على الاطلاق."
ويشير نجم الى أنّه كان للجماعة شرف مقاومة العدو الاسرائيلي وهي تحتفظ بهذا الحق كما كل اللبنانيين اذا ما دعا الأمر.
وللجماعة حاليا ذراع عسكري محدود باسم "قوات الفجر" تشكّل من عدد من الشبان المنتمين للجماعة بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 وقد انحصر عملهم في القرى السنية على الشريط الحدودي.
أما أهداف الجماعة التي أسست أول مركز لها في لبنان في مدينة طرابلس في العام 1956، فأولاً: تبليغ دعوة الإسلام إلى الناس نقية صافية متصلة بالعصر ومشكلاته ..ثانياً: تنظيم الذين استجابوا للدعوة إلى الإسلام وتثقيفهم به وتأهيلهم ليكونوا الطليعة ..ثالثاً: مواجهة تحدي الحضارة الغربية..رابعاً: السعي إلى بناء مجتمع جديد يكون الإسلام فيه هو الميزان بتصرفات الأفراد.. وخامساً: السعي لجمع شمل المذاهب الإسلامية بالرجوع إلى الأصول الإسلامية.
إعداد بولا أسطيح