لم يعد مخيم عين الحلوة وحده يثير قلق الأوساط السياسية والأمنية في لبنان، بات الخوف من المخيمات الفلسطينية المتواجدة في بيروت أكبر، لا سيما بعد الأحداث الأمنية التي شهدتها منطقة الضاحية الجنوبية، والتي ثبت تورط بعض الفلسطينيين فيها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
خلال الأيام الأخيرة تم تسليط الضوء بشكل واسع على مخيم برج البراجنة، لكن على ما يبدو أن الأخير هو الأقل إثارة للجدل بين غيره من المخيمات، نظراً الى أن الأوضاع الأمنية فيه مضبوطة إلى حد بعيد.
معلومات أمنية عن خلايا في أكثر من مخيم
تكشف مصادر مطلعة عن ورود معلومات إلى أكثر من جهة أمنية، منذ ما يقارب الستة أشهر تقريباً، تتحدث عن ضرورة متابعة بعض الخلايا الأصولية المتواجدة في المخيمات الفلسطينية في بيروت، أي برج البراجنة ومار الياس وشاتيلا، بسبب علاقة لها مع تنظيمات متطرّفة.
وتشير المصادر، عبر "النشرة"، إلى أن عدد أفراد هذه الخلايا صغير يتراوح بين الخمسة والعشرة في معظم الأحيان، وتلفت إلى أنها غير مخيفة من الناحية العسكرية، لكنها قادرة على القيام بأعمال مخلّة بالأمن، وتؤكد أنها غير مترابطة في ما بينها لكنها تابعة إلى جهة واحدة تشغلها.
على صعيد متصل، تؤكد المطالعة أن هذه الخلايا غير مرتبطة بأي من الفصائل الفلسطينية التقليدية، وتشير إلى أنها نشأت من ضمن الجو القائم في المنطقة، وهي تعتبر من التنظيمات الطارئة على الواقع الفلسطيني في لبنان.
بالإنتقال إلى الحديث عن تأثير هذه الخلايا على الأوضاع الأمنية داخل المخيمات الثلاثة، تشدد المصادر على أن الوضع داخل مخيم صبرا هو الأخطر، وتلفت إلى أن الخلايا الموجودة هناك ترتبط بإحدى الشخصيات اللبنانية من أصل فلسطيني تسكن خارج المخيم، وتؤكد أن إسم هذه الشخصية معروف من قبل الأجهزة الأمنية اللبنانية.
ومن جهة ثانية، تشير إلى أن وضع مخيمي برج البراجنة ومار الياس مضبوط إلى حد ما من الفصائل الفلسطينية التي تنسق بشكل دائم مع الأجهزة الأمنية اللبنانية لمنع حصول أي تطور.
برج البراجنة آمن وتنسيق مع "حزب الله"
على صعيد الأوضاع داخل مخيم برج البراجنة الذي يقع في منطقة الضاحية الجنوبية، والذي أثيرت حوله علامات الإستفهام، تؤكد مصادر فلسطينية من داخل المخيم أن القلق موجود بسبب الشائعات الكثيرة التي يتم تداولها في وسائل الإعلام، لكنها تشير إلى أن المطلوبين الذين تم الحديث عنهم ليسوا من سكانه، لا بل أن المتهم باطلاق الصواريخ على الضاحية الجنوبية أحمد طه هو من سكان حارة حريك.
وفي هذا السياق، تنفي المصادر لـ"النشرة" علاقة طه بأي من التنظيمات الفلسطينية، وتشير إلى أن الحديث عن إرتباطه بحركة "حماس" يعود إلى أن بعض أقاربه ينتمون إلى الحركة، وتكشف أن أحد الذين سلمتهم الحركة إلى الأجهزة الأمنية اللبنانية هو شقيقه، لكنها تؤكد أن الأخير لا علاقة له بالتنظيمات الأصولية لا بل تصفه بـ"الخلوق جداً".
على صعيد متصل، تؤكد المصادر أن العلاقة التي تجمع الفصائل الفلسطينية داخل المخيم مع كل من "حزب الله" وحركة "أمل" جيدة جداً، وتشير إلى أن هناك تنسيقا أمنيا دائما، لا سيما في الفترة الأخيرة، وتنفي الأنباء عن إنزعاج أبناء المخيم من الإجراءات الأمنية التي يقوم بها الحزب، وتشدد على أن الوضع على العكس من ذلك لأن هذه الإجراءات تحميهم أيضاً.
وتشدد المصادر على أن الحزب والحركة يدركان أن لا علاقة لأبناء المخيم بالأحداث الأمنية التي حصلت، وتشير إلى أن جميع الفصائل نزلت إلى مكان التفجير الإرهابي في الرويس من أجل تأكيد التضامن مع أهل الضاحية، وتشير إلى أن اللافتات التي عُلقت في مكان الإنفجار، والتي تشدد على "أننا لن نترك فلسطين مهما فعلتم" يقدرها جيداً أبناء المخيم، وتؤكد أن أي فلسطيني متورط في مثل هذه الإعمال هو عميل إسرائيلي، لأن الشعب منحاز دائماً إلى خيار المقاومة.
وتوضح المصادر أن لا وجود لجماعات أصولية منظمة داخل المخيم، بالرغم من وجود بعض الأفراد الذين يحملون أفكارا تكفيرية، أما بالنسبة إلى "حماس" لا تخفي المصادر الإختلاف معها على الشأن السوري، لكنها تشدد على أن "خيار المقاومة هو الذي يجمعنا وهي لم تعلن تخليها عن هذا الخيار".