قبل عدة أيام اتخذت هيئة الرئاسة في حركة "أمل" قراراً يقضي بتأجيل مهرجان ذكرى تغييب الامام موسى الصدر، والذي كان سيقام في مدينة النبطية في 31 أب، وذلك لاسباب أمنية، الأمر الذي أثار معه الكثير من التأويلات والاشاعات عن أسباب التأجيل.

وفي هذا السياق، يوضح عضو هيئة الرئاسة في الحركة ​خليل حمدان​ أن التأجيل أتى بسبب "الاوضاع الامنية، والاعمال الاجرامية التي استهدفت لبنان والتي قامت بها جهات ارهابية، ونتيجة المعلومات التي وردت من الاجهزة الامنية، ومن أجل تفويت الفرصة على من يريد النيل من السلم الاهلي، وتوتير الاوضاع الامنية، ومنع إستغلال المناسبة التي يجتمع فيها جميع مكونات الشعب اللبناني من كل المناطق اللبنانية من اجل احداث فتنة، ومن اجل تفويت الفرصة على العدو الاسرائيلي الذي من الممكن ان يستغل هكذا مناسبة عبر أدواته لضرب الاستقرار والامن في الجنوب"، لافتا إلى أنّ قيادة الحركة بادرت، نظرا لكل هذه الأسباب، الى تأجيل المهرجان الى أقرب فرصة تسمح بإقامته، نافيا أن تكون هذه الخطوة بمثابة إلغاء للمهرجان.

ويلفت حمدان، في حديث لـ"النشرة"، الى أن "التأجيل أتى ليس خوفاً على القيادات بل لمواجهة الفتنة التي يريد أعداء لبنان إشاعتها بين اللبنانيين، لبث روح التفرقة والمذهبية بينهم"، مذكراً بأن "الامام موسى الصدر ألغى احتفالاً مركزياً في بيروت عام 1974، بعد سلسلة من الاحتفالات في المناطق اللبنانية، من اجل احباط الفتنة التي كان يريد البعض احداثها في يوم المهرجان، والامام الصدر ايضاً اعتصم في مسجد العاملية من اجل احباط الفتنة والاقتتال الداخلي في لبنان"، مشيراً الى أن "المسؤولية الوطنية، وهي شعار مهرجان هذه السنة تقتضي تأجيله وليس الغاءه".

وفي سياق منفصل، كشفت مصادر أمنية لـ"النشرة" أن "الأجهزة الامنية كافة من مخابرات الجيش اللبناني، والامن العام، وأمن الدولة، وشعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي، نصحت قيادة الحركة بعدم إجراء المهرجان، استناداً الى معلومات أمنية جدية، مبنية على معلومات استخبارية بأن تنظيم "القاعدة" وجماعات إسلامية مرتبطة بأجهزة مخابرات عربية مثل جماعة "جند الشام" تريد القيام بأعمال ارهابية عبر ادخال سيارات مفخخة الى مدينة النبطية وتفجيرها بالحشود الشعبية، وإطلاق صواريخ على مكان المهرجان من أماكن مجاورة لمنطقة النبطية".

ويؤكد حمدان أن "قرار قيادة الحركة هو التأجيل لاقرب فرصة تسمح الظروف الامنية فيها لانعقاد المهرجان، وليس الغاءه، او استبداله بكلمة لرئيس المجلس النيابي رئيس حركة "أمل" نبيه بري كما يحاول البعض ان يقول"، مشيراً الى ان "تأجيل المهرجان لن يكون فرصة من اجل احداث شرخ بين القاعدة الجماهرية والقيادة الحركية، عبر بث هكذا أخبار، هدفها النيل من الحركة"، مشدداً على أن "قرار التأجيل لاقى ترحيباً من جمهور الحركة، الذي أثنى على هذا القرار المسؤول".

ويؤكد حمدان أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري سيضع الجمهور في خطابه المتلفز في آخر التطورات في قضية الامام الصدر.

إعداد ​عباس عبد الكريم