اشارت "لوس أنجلوس تايمز" الى انه "بعد يوم من رفض مفاجئ للبرلمان البريطاني لدعم ضربة عسكرية دولية محتملة ضد سوريا، أعرب البريطانيون عن قلقهم وفرحهم في الوقت ذاته، بما وصفه النقاد نهاية الادعاءات الإمبرالية البريطانية، والانخراط في أعمال على الساحة الدولية تفوق قدرتها".
ونقلت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" عن وزير الحكومة البريطانية جورج أوزبورن في معرض حديثه عن رفض البرلمان المصادقة على ضرب سوريا قوله: "سنبحث عن روح الوطنية في بريطانيا ودورنا في العالم، سواء رغبنا في لعب دول أكبر في الحفاظ على النظام الدولي أم لا، وآمل ألا تكون تلك اللحظة التي ندير فيها ظهورنا لمشاكل العالم". وقال عضو برلماني من المحافظين إنه سيكون سعيداً إذا طابقت بريطانيا نظرتها عن ذاتها مع الواقع.
ونقلت الصحيفة الاميركية عن المحامي المعروف كريس لنت قوله "إذا كان هذا هو نتيجة التصويت، فإنني سأكون مسرورا لأننا أرحنا أنفسنا من بعض ادعاءاتنا بأن دولة في حجمنا يمكنها الانخراط في كل صراع يدور حول العالم". وأضاف بلنت "إذا كان هذه التصويت سيحد من السياسة الدفاعية والخارجية البريطانية، ويجعلها أكثر استدامة واتساقا مع مواردنا وحجمنا، فإن ذلك سيكون أفضل".
وذكرت الصحيفة إنه "من غير الواضح ما إذا كان رفض برلمان بريطانيا ضرب سوريا ينذر بتحول انعزالي بريطاني عن العالم، فرغم الحديث عن تقلص دور بريطانيا على الساحة الدولية، إلا أنها ما زالت تتمتع بنفوذ كأحد أقوى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، إضافة إلى كونها رابع أكبر جيش في العالم، إضافة لمخزونها من السلاح النووي".
إلا أن تجربة حرب العراق عام 2003 "سممت البئر"، كما قال رئيس الوزراء البريطاني، وهو ما جعل كثيرا من رفقائه فزعين من الانخراط في صراع خارجي آخر، خاصة أنه يركز على طاغية شرق أوسطي متهم باستخدام أو تخزين أسلحة دمار شامل. وقد نجم عن هذا الشك أكبر هزيمة لرئاسة وزراء كاميرون، ولم يفلح في تبديد شكوك أعضاء البرلمان بمن فيهم أعضاء من حزبه صوتوا ضد اقتراحه.
ولفتت وسائل الإعلام البريطانية إلى "أنها المرة الأولي منذ عام 1782 التي يصوت فيها مجلس العموم ضد الحكومة بشأن مسألة حرب".
ونقلت الصحيفة عن رئيس حزب العمال المعارض إد ميلياند قوله: إن "قرارات بريطانيا ينبغي أن تكون نابعة من ذاتها، وليس لجدول زمني مصطنع في مكان آخر".
وأضافت أن "البريطانيين الذين يعتقدون أن بريطانيا ظلت لوقت طويل كلب واشنطن المدلل -متسببة في عواقب كارثية في حالة العراق- قد فرحوا لهذا التصويت".