رأى بطريرك الأرمن الكاثوليك نرسيس بدروس التاسع عشر ان "الأسباب القوية التي يجب أخذها في الإعتبار قبل القيام بأي خطوة عسكرية وقرار الحرب على سوريا أنه لا يمكن لأحد أن يعلم نتائجها مسبقا، بالرغم من الحسابات الدقيقة بخصوص هذه الخطوة، مما يمكن أن يوصلنا الى الندم والفشل".
واشار بدروس الى ان "التجارب السابقة في العراق وأفغانستان وصربيا علمتنا لاحقا، من خلال النتائج الكارثية التي خلفتها، انها كانت قرارات متسرعة وغير مدروسة بالكفاية وخلفت الخراب والتشرد وانعكست سلبا على آخذي القرار، ومن نتائجها السلبية انها خلقت منظمات وفرقا متطرفة تقلق الكثير من الدول، حيث انها تخترق الأمن في المجتمعات حتى المحصنة، مثال العمليات الإنتحارية التي هي أكبر شاهد على ذلك".
ولفت بدروس الى ان "السؤال الذي يتردد عند الكثير من المحللين والسياسيين من عدة دول: هل العنف هو الذي يصلح الأخطاء علما بأنه لا يوجد نظام حكم في العالم بدون أخطاء؟ لذلك على الدول العظمى أن تساعد هذا النظام على تخطي مشاكله وتحسين أدائه بالحوار ووسائل السلام الممكنة"، داعيا الى "الاخذ في الاعتبار مواقف ورؤية رجل السلام والمحبة، قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس، الذي دعا مرارا وتكرارا إلى اللجوء الى طريق التفاوض والحوار لحل المشاكل والخلافات السياسية الصعبة".
وسأل بدروس "هل تم فكر احد انه قبل اللجوء الى الضربة العسكرية كم ستكون الخسائر البشرية وكم سيكون الخراب والدمار وكم ستتكاثر الهجرة من سوريا؟ وهل أخذتم في الاعتبار كل هذه النتائج الوخيمة؟ فالندم بعد فوات الأوان لا يفيد أحدا".
ولفت بدروس الى ان "الرجاء التريث مليا قبل الإقدام على عمل لا يمكن تصور نتائجه الكارثية، فالإنسان الحكيم يجب ألا يخطىء في حساباته، فيصبح أمثولة للفشل والسخرية من الآخرين".