لم تكن مواقف الفصائل الفلسطينية مختلفة عن مواقف كل الجهات التي وقفت إلى جانب الدولة السورية، ورفضت كل أشكال العدوان الغربي المحتمل عليها ومخططات تدميرها، حتى أنها دعت كافة وزراء الخارجية العرب لعدم توفير غطاء لضرب سوريا، واستنكرت تصاعد وتيرة التهديدات الأميركية بشن العدوان المحتمل بالتزامن مع حشد الأساطيل وحاملات الطائرات وسعي الرئيس الأميركي باراك أوباما لحشد تأييد دولي وإقليمي كبير للبدء في هذا العدوان.
إذ أكد قياديون ومسؤولون في الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة في أحاديث منفصلة مع "النشرة" رفضهم القاطع لأي تدخل غربي وعمل عسكري ضد سوريا، طالبوا بضرورة إيجاد تحرك فلسطيني فاعل على كل المستويات، وشددوا على أن الولايات المتحدة تسعى لتحقيق أهدافها المشبوهة التي تريدها.
الاعتداء على سوريا أمر مرفوض بالمطلق
"نحن نرفض بشكل قاطع أي عمل عسكري غربي ضد سوريا"، هذا ما أكد عليه أمين سر المجلس الثوري لحركة "فتح" أمين مقبول، الذي اعتبر أنّ حل الأزمة السورية يأتي من خلال حل سياسي يرضي كل الأفرقاء، ويحقق للشعب السوري حياة فيها ديمقراطية وعدل ومساواة، بعيداً عن الظلم والاستبداد.
وفي حديث لـ"النشرة"، أوضح مقبول أن "مسألة أن يأتي طرف أميركي أو غير أميركي ويعتدي على قطر عربي شقيق، هو أمر مرفوض بالمطلق بالنسبة لنا، من منطلقاتنا القومية والإنسانية أيضاً".
وشدد مقبول على موقف القيادة الفلسطينية الرافض لهذا العدوان، والداعي بالأمن والاستقرار للشعب السوري الشقيق، وانتهاء الأزمة المدمرة، التي لا يستفيد منها سوى أعداء الأمة العربية والشعب السوري.
وعبر مقبول عن أمله في أن تتسارع كل القوى المخلصة الوطنية والقومية في المنطقة العربية إلى جمع كل الأفرقاء لإيجاد مخرج حقيقي لهذه الأزمة، وأن يتنازل الجميع عن أجنداتهم ومصالحهم الخاصة لمصلحة الشعب السوري ككل.
لا بد من تحرك فلسطيني فاعل
من جهته، رأى عضو المكتب السياسي لحزب الشعب وليد العوض أنه لا بد من تحرك فلسطيني فاعل على كل المستويات من أجل عدم إعطاء غطاء إقليمي للعدوان المحتمل على سوريا، إضافة لحراك دولي من أجل إفشال كل المخططات التي تحاك ضد سوريا.
واعتبر العوض، في حديث لـ"النشرة"، أن التهديدات الاميركية والغربية تجاه سوريا جدية، وإن كانت الولايات المتحدة الأميركية فشلت حتى الآن في تأمين الحشد الدولي والغطاء الإقليمي لشن هذا العدوان إلا أن هذا لا يعني أنها ستتراجع بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا.
وفال العوض: "إن أميركا تهدف من وراء هذا العدوان إلى تحقيق مسألتين أولهما إعادة التوازن إلى مشروعها المتعثر في المنطقة بعد فشل رهانها على العديد من القوى خلال العامين الاخيرين، إلى جانب أنها تريد أن تعطي زخماً جديداً للقوى التي راهنت عليها".
وشدد عضو المكتب السياسي على أن المسألة الثانية تتمثل في محاولتها إيجاد توازن ميداني داخل سوريا خاصة بعد أن بدأت المجموعات المسلحة بالانحصار والتقهقر.
ضرب سوريا هو ضرب لكل الدول العربية
موقف حركة "حماس" التي انحازت لخيارات الشعب السوري وعارضت النظام منذ بداية الأزمة كان واضحاً برفضها أي عدوان أو تدخل عسكري خارجي في سوريا والدول العربية والإسلامية ككل، لكنها دانت واستنكرت ما وصفتها بالمجازر البشعة التي تعرض لها الشعب السوري لأكثر من عامين ونصف العام.
واعتبر القيادي فيها ومسؤول الدائرة الإعلامية صلاح البردويل في حديث مقتضب مع "النشرة"، أن ضرب أي بلد عربي هو ضرب لكلّ الأمة العربية، سيما وأن الولايات المتحدة واسرائيل لا تضرب سوريا لأهداف إنسانية فحسب، وإنما لأهدافها التي تريدها، إذ إنها ضربت العراق ويمكن أن تضرب مصر، وهي ضاربة فلسطين بالأساس.
هذه المواقف الواضحة وغيرها يؤكد عليها الفلسطينيون دوماً، إلى جانب وقفاتهم التضامنية والاحتجاجية التي ينظمونها في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة ولو كانت محدودة، والتي تدين كافة أشكال العدوان المحتمل على سوريا وتتضامن معها كبلد عربي شقيق لطالما كان داعماً للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ومقاومته في وجه الاحتلال الإسرائيلي.