تتعدد أوجه السياحة في لبنان ومنها السياحة ذات الطابع الديني والتي تشمل زيارة المواقع ذات الدلالات أو الأهمية الدينية في الديانات المسيحية والاسلامية فمثلا تتعدد الأماكن ذات الدلالة المسيحية مثل مغارة مار مارون غرب العاصي في الهرمل وسيدة بشوات في دير الاحمر، حيث يوجد مزار وكنيسة ياتي اليهما السواح من كافة المناطق والعالم ومن كافة الاديان.
ويوجد بداخل مغارة مار مارون بئر عميق كي يصل الى مستوى نبع العاصي، يعتقد أنه كان يستعمل لسحب المياه منه اثناء محاصرة الجيوش ولا يزال البئر حتى اليوم.
تعتبرالسياحة من أهم مصادر الدخل القومي في العالم، كما أن الشعوب معتادة على وجود السياح بين ظهرانيهم منذ القدم.
الاهمال المزمن في بعلبك الهرمل لا يختصر على الطرقات والبنى التحتية وغيرها انما طال السياحة بشكل عام والسياحة الدينية بشكل خاص ومنها مغارة مار مارون التي اعتقد أهل الهرمل انها ستكون يوما بارقة أمل للمنطقة وأهلها في إقامة المطاعم والنوادي ولكن حالما ينتهي الحديث في الاعلام عن أهمية هذا المزار تنتهي الوعود بتحويل هذا الدير الى صرح ديني يستفاد منه في السياحة الدينية.
اهالي المنطقة طالبوا مرات عديدة بتحسين الطرقات والاهتمام بهذا الصرح لكن احدا لم يستجب لهذه المطالب، ويقول أكرم بركات وهو صاحب معلم سياحي قريب من المغارة في هذا السياق ان "المغارة ثروة لهذه المنطقة اعطانا اياها الله لكن الاهمال تركها مهملة لتصبح مصيدة لمن يزورها"، ويضيف: "في البئر الموجود داخلها اختفى فيه سبعة اشخاص منهم حب المعرفة ومنهم غرقوا اثناء التنقيب على ذهب ومنهم في عدم معرفة انه يوجد بئر في المغارة لذلك نناشد المعنيين ان يعملوا في ترميم هذه المغارة التاريخية الدينية ليستفاد منها في الساحة الدينية".
وتؤكد المراجع التاريخية أنّ مغارة "مار مارون" وديره استُعملا من جانب نسّاك ورهبان. ففي القرون الوسطى عُرفت المغارة بـ"مغارة الراهب"، التي أُطلقت عليها في الفترات اللاحقة تسمية "مغارة مار مارون". وترتفع المغارة حوالى مئة متر عن الضفة الشرقية لنهر العاصي، وهي بمحاذاة نبع عين الزرقاء، وتشرف على منحدر شديد ينتهي في أسفل الوادي. أضيفت إلى المغارة، التي يحصّنها موقعها الطبيعي، عدة غرف تتدرّج على ثلاث طبقات ذات جدران مبنيّة من الطين، ولها نوافذ وقماريات، أيّ فتحات عمودية ضيقة، بعضها كان الرماة يستخدمونه للرمي بالقوس. وامتد السكن إلى المغاور المحيطة بهذه، حيث أُنشئت صوامع فأصبحت المغارة ديراً للصلاة والعبادة. وبحسب الروايات المحلية، فقد لجأ القديس مارون إلى هذه المغارة في القرن الرابع للميلاد مع بعض الرهبان المسيحيين، وجعلها ديراً له قبل أن ينتقل إلى قورش. ولكنّ المؤرخين يرفضون هذه النظرية، مؤكّدين أن الراهب مارون عاش فقط في قورش. وتزور الوفود الرسمية والسياحية هذا الدير للتمتع بجمال العمارة فيه من جهة، ولإضاءة شموع الأمنيات من جهة أخرى، لكنّ هذه الزيارات تبقى خجولة بعض الشيء، ويغلب عليها الطابع الشعبي.