تعتبر بلدة هونين كبرى القرى الجنوبية السبع، تحرر جزء منها يقارب 2000 دنما عام 2000 وبقي الجزء الاخر محتلاّ. تقع هونين على الطرف الجنوبي الغربي لجبل عامل، وتحدّها قرى العديسة، رب ثلاثين، مركبا، المنارة وميس الجبل. أقام الإسرائيليون مستوطنات على أراضي هونين، منها مستوطنة مرغليوت مما دفع بمعظم الاهالي للهجرة من البلدة والانتشار في مختلف المناطق اللبنانية بالاضافة الى حضور كثيف لهم في الخارج.
سنة 1948 احتلت اسرائيل القرية وهُجر اهلها، واصبح اجيال ابناء هونين الجدد لا يعرفون بلدتهم سوى عبر ما يقال لهم عنها، حتى ان ابناء البلدة انفسهم لا يعرفون بعضهم البعض لان كل واحد منهم اختار مكانا جديدا للعيش. هذه الحالة المزعجة دفعت بشباب من بلدة هونين إلى التواصل وإنشاء تجمع شبابي سمي "شباب من هونين". تم تشكيل هذا التجمع صدفة من اشخاص كانوا متواجدين في اجتماع لأهالي البلدة، بحيث وجدوا انهم يعرفون بعضهم شخصيا دون معرفة انهم من نفس البلدة.
مهمة هذا التجمع هي اعادة وصل العلاقات بين ابناء البلدة اينما وجدوا والعمل الجدي على حفظ تراث البلدة. بدأ التجمع عمله حسب ما يروي رفيق حدرج لـ"النشرة"، بتنظيم مجموعة من الانشطة منها زيارة المرضى والمسنين واستصراحهم عن أخبار البلدة وأوصافها وكيف حصل التهجير منها فضلا ً عن أبرز معالمها وتم تسجيل كافة هذه المعلومات. كما قام اعضاء التجمع حسب حدرج والذي هو واحد من اعضائه، بزيارة التجمعات السكانية من أبناء بلدتهم المقيمين في الجنوب والبقاع والمبادرة بإحصاء الناجحين في الشهادات الرسمية من أبنائها وأقاموا لهم حفلات تخرج تكريمية على مر السنوات الاربعة السابقة. كما اشار الى اطلاق موقع على الانترنت منذ ستة اشهر فيه معلومات عن هونين ويمكن لابناء البلدة الدخول اليه وزيادة معلومات واخبار جديدة (www.hounin.org)، بالاضافة الى تجميع داتا ارقام هواتف ابناء البلدة من اجل ابلاغهم عبر الرسائل القصيرة بالمناسبات التي تخص القرية سواء كانت مناسبات سعيدة او حزينة. هذا بالاضافة الى انشاء صفحة عبر "الفايسبوك" تحمل اسم التجمع مما يتيح لاكبر عدد ممكن من ابناء البلدة التواصل.
ولفت حدرج الى ان هذا العام سيقام ايضا حفل تكريمي للناجحين والناجحات في الإمتحانات الرسمية في الشهادات الأكاديمية والمهنية فضلا ً عن خريجي الجامعات في العام الفائت، ولهذه الغاية قام التجمع بإحصاء هؤلاء لتكريمهم في بلدة دير الزهراني في الساعة الرابعة عصر يوم الأحد 15/09/2013، مع الاشارة الى ان الهدف كان اقامة الاحتفال في الجزء المحرر من هونين الا ان الوضع الامني الخطير لم يسمح بذلك رغم محاولات حثيثة من المنظمين.
إعداد محمد علوش