أنا الشيخ أحمد غريب مسؤول العلاقات العامة في حركة التوحيد الإسلامي _ مجلس القيادة.

أرسل هذه الرسالة من سجن رومية لكل اللبنانيين على وجه العموم ولأهلي في طرابلس على وجه الخصوص وذلك لأمرين: الأول: لأعزّي أهلي في طرابلس أهل الشهداء بإذن الله وأدعو الله تعالى أن يكشف القَتَلة المأجورين وأن يكشف المخطِّط والداعم والمستفيد. وثانياً: لأوضح الظلم الذي مررت وعائلتي به إلى يومي هذا، 1 ـ من إطلاق نار عليّ في جبل البداوي عام 2008. 2 ـ وهجوم على منزلي من عناصر مجهولة أواخر عام 2008 أو 2009 في المعركة الثانية بين منطقة باب التبانة وجبل محسن. 3 ـ ومن ثم ملاحقتي أكثر من خمس مرات حسب علمي. 4 ـ إصابتي في كتفي في رمضان من العام 2011. 5 ـ نشر صوري عبر الواتسآب لتحريض الناس على قتلي. وصولاً إلى إلقاء القبض عليّ بعد ثلاث ساعات من وقوع المجزرة بالمؤمنين وبيوت الله!

وهنا لا بد أن أسأل كل العقلاء: هل الاختلاف في الرؤية السياسية والنهج السياسي يوصل إلى هذا الانحطاط في التعاطي؟ أَنَسيَ أهلي في طرابلس موقف حركتنا المتشدد بشأن المعتقلين؟ أنسوا موقفنا من اعتقال شادي المولوي والخدمات التي قدمناها لإخراج أبناء البلد من السجون السورية، وأننا صحّحنا أوضاع أكثر من 300 شخص كانوا ممنوعين من دخول الأراضي السورية؟ أنسيَ هؤلاء وخصوصاً نائباً من قوى 14 آذار عندما طلب مني إخراج بعض السجناء في سوريا وتصحيح وضع أكثر من ثلاثة عناصر ينتمون إليه ليسمح لهم بالدخول إلى سوريا؟

كل ما سُرّب على وسائل الإعلام لا يمت للحقيقة بصلة، إنما كل ما اعترفتُ به كان تحت وطأة التهديد والتعذيب النفسي، من ذلك تهديدي بإرسال الناس إلى منزلي وإلى عائلتي، كما قالوا أن طرابلس تشتعل بسبب الحادث وإن أحداً لا يستطيع حماية عائلتي، ثم أوهموني بأن زوجتي موقوفة وأن كثيراً من أصدقائي وأقربائي قيد الاعتقال. وكان من أنواع التعذيب عدم السماح لي بالنوم إلا قليلاً. ولذلك وبعد هذه الممارسات كان لا بد من أن أقدم نفسي قرباناً لحماية عائلتي.

ـ التفجيرات وحقيقتها:

إن المدعو مصطفى الحوري كان يحاول دائماً استدراجي، ولله الحمد، باء بالفشل، وكنت أردد على مسامعه أنه لا يجوز شرعاً القيام بأعمال تفجيرية ضد السياسيين، وأنه لا مصلحة بذلك. وأما ما كان يدور من حديث عن فضيلة الشيخ سالم الرافعي فإني والله قلت إنه لا يجوز تدمير المساجد وقتل المدنيين، إنما نحن في موقع الدفاع فقط عن أنفسنا، فمَن قاتلنا قاتلناه، وتحت عنوان الضرورات تبيح المحظورات. وأؤكد على أنني كنتُ أتحدث عن كل ما يحقق لنا الأمن وحماية أنفسنا وحركتنا.

ـ سبب مصطفى الحوري لاستدراجي يومياً:

إن بيني وبين مصطفى الحوري خلافا ماليا، لذلك قصد القوى الأخرى للتهرّب من دفع أموالي وهي 60 ألف دولار، وأيضاً طمعاً بتقديمات ظنَّ أنه قد يحصل عليها، كالشاهد ميلاد كفوري في قضية سماحة. وهنا لا بد من سؤال لم وثقتُ به: 1 ـ كان مراسلاً في قناة المنار. 2 ـ مدير تنفيذي في قناة آسيا. 3 ـ عضو في حزب شيوعي تابع لقوى الثامن من آذار. 4 ـ تعرفت إليه من خلال صديق مشترك. وكان هذا كافياً للتعامل معه في الإطار التجاري.

ـ الشيخ هاشم منقارة وعلاقته بالقضية:

أظن أنه في اليوم الثالث أخرجتُ من زنزانتي الانفرادية ووضعوا عصبة على عيني وأعادوا: سيزيد التعذيب النفسي بتهديدي بعائلتي وبأمنهم مصحوباً بالسب واللطم على الرأس والكتف وأنا والله كنت غير قادر على الوقوف، فقالوا لي إن الشيخ هاشم تركك وهرب إلى سوريا وأكدوا لي ان الضربة الجوية على سوريا بدأت، وسئلت عن رأيي في هروب الشيخ فقلت إنْ هرب فهو مَن قام بها. حينها أدخلتُ إلى الغرفة وزجّ اسم الشيخ هاشم والنقيب محمد علي.

ـ النقيب محمد علي ودوره:

إن معرفتي به لا تتعدى تقديم خدماته ومساعدته في موضوع أجهزة البثّ المباشر وهي العالقة مع العميل مصطفى الحوري الذي لم تتجاوز عدد الجلسات معه بالعموم 7 جلسات، وبشكل فعلي جلست معه ثلاث جلسات. وكان تعرفي إليه في مطعم في منطقة المزّة وعندما علم بعد جلستين على ما أذكر تواصلي (الخدماتي والله حصراً) مع مكتب أحد الضباط الكبار في سوريا، بدأ بعدم جديته بالتعاطي معي. وبعد انقطاع التواصل لأكثر من ثمانية أشهر ثم اتصلت به ساعة يرد بدون إعطائي موعد ثم انقطع إلى اليوم الذي طُلب مني تشريج «ثريا» فأرسلتها له وأعطاني بعدها موعدا واتفقنا على آلية لتشغيل المكنة في سوريا، ثم انقطع عني لأكثر من شهر ونصف ولم يرد على اتصالاتي إلى ما أظن 1/7 رد علي وكان صوته متهدّجاً وطلب مني زيارته في اليوم الثاني ولم يرد عليّ في اليوم الثاني لعقد اجتماع معه، وهذا كله أثبتته داتا الاتصالات ومن يومها انقطع التواصل معه.

وهنا لا بد من وقفة: وهي أن أميركا بقضّها وقضيضها وكل التفجيرات المدانة من قِبلنا في لبنان لم يكشف فاعلها وداعمها إلا هذه التي لم تخدم أي هدف إلا حبسي والتضييق على مشروع المقاومة في الشمال.

وللمفاجأة أن اعتقالي كان بعد ثلاث ساعات من وقوع المجزرة والتي كان أحد أقربائي في المسجد وكان به أصدقاء كثر في مسجد التقوى والسلام. وكنت ساعة الاعتقال في منزلي وأثبتُّ بالدليل القاطع أني كنتُ أصلي في مسجد الإحسان ساعة وقوع الحادث الأليم مصلّياً وراء فضيلة الشيخ مصطفى ملص وشهد على وجودي أكثر من خمسين شخصاً.

ـ وهنا أسأل لماذا اختاروني:

إن اختيارهم لي أظن والله أعلم لأمرين:

الأول: لتطهير طرابلس والشمال من كل القوى الوطنية والإسلامية الداعمة لمشروع المقاومة، وهذا ما لمسناه من ممارسات الطرف الآخر سواء على المستوى الميداني من إطلاق نار واعتداء على مسجدنا وقتل عالِم من علمائنا وإغلاق مكاتب القوى الوطنية وإغلاق مكاتبنا وإصابتي والهجوم على منزلي والاعتداء على كثير من إخواننا وحلفائنا منهم فضيلة الشيخ مصطفى ملص والاعتداء الآثم على معالي الوزير فيصل كرامي، وغيرهم الكثير. وأما على المستوى السياسي والديني فحدّث ولا حرج من مضايقات وفتاوى بالتكفير والقتل...

ثانياً: أي أن السبب الثاني من اختياري أنه معلوم في محافظة الشمال وذلك من خلال مَن ذهب معي من أهالي المعتقلين والموقوفين في سوريا أن تواصلي مع مكتب ضابط كبير فكان الضغط عليّ بمعظمه محصوراً في زجّ اسمه في التحقيق.

ـ على مَن أُلقي اللوم لما أصابني وأصاب عائلتي وجيراني:

إنني سأطلب من المحكمة العسكرية التي أقدّر وأحترم التحقيق مع أحد قادة 14 آذار في طرابلس لكشف ملابسات هذه القضية وسؤاله عن سبب ذكر اسمه، أما في العام 2008 وأيضاً حيث كنت أهدر باسمه.

وأخيراً: أسأل لماذا سُرّبت محاضر التحقيق ولأي هدف مع أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، وإلى الآن لم تثبت إدانتي والتهمة التي وجّهت لي كتم معلومات عن الدولة اللبنانية. ولذا، فإن اعتقالي هذا هو اعتقال سياسي بامتياز. وقولي أخيراً: حسبي الله ونعم الوكيل.