كشفت مصادر مواكبة للتحقيق في جريمتي تفجير السيارتين المفخختين قرب مسجدي التقوى والسلام في ​طرابلس​، يوم الجمعة 23 آب الماضي لصحيفة "النهار" أن "التحقيقات الأمنية توصلت إلى كشف مسار السيارة التي انفجرت قرب مسجد السلام، بعدما كان الموقوف في سجن رومية أحمد غريب قد أكد في إفاداته مشاركته في التخطيط مع النقيب في استخبارات الجيش السوري فرع فلسطين في دمشق محمد علي، وتقديمه استشارات إليه من أجل اغتيال الشيخ سالم الرافعي في المسجد".

ولاحظت في المستهل حملة في وسائل إعلامية ووسائل اتصال اجتماعية لإبراز تصريحات للموقوف غريب والشيخ هشام منقارة للقول بأن الحقائق التي كشفها التحقيق مفبركة، ولتبرئة من ارتكبوا الجريمتين أو تستروا عليهما وفقا لاعترافات موثقة ومثبتة.

وأفصحت المصادر المتابعة لـ"النهار" عن المعلومات الآتية في ما يتعلق بالسيارة التي انفجرت قرب مسجد السلام :

- تبين من بقايا السيارة انها تحمل رقم الهيكل وهو 6559026985038L، ورقم المحرك RF-F5E-6090-C20-A وتم التعرف الى رقم اللوحة وهو 414573/ب.

- بالاستعلام عن السيارة تبين انها من نوع فورد EXPEDITION لون أخضر معدني – صنع عام 1997، تحمل اللوحة رقم 414573/ب وتعود ملكيتها للمدعو عماد عمر عواد.

- باستيضاح المدعو عماد عواد صرح أنه باع سيارة "الفورد" خلال شباط 2013 للمدعو محمد حسن مهدي، والدته جميلة، مواليد 1967، لبناني، مقيم في عيناتا الجنوب، وذلك دون وكالة بيع، ثم نظم له وكالة قيادة في تاريخ 2013/6/7 لدى الكاتب العدل في الشويفات عماد سليم.

- باستيضاح محمد حسين مهدي صرح انه بعد خمسة ايام من تاريخ 2013/6/7 باع السيارة من دون تنظيم وكالة للمدعو محمد صالح، وهو من بلدة بريتال ومقيم فيها

- باستيضاح محمد صالح صرح أنه بعد يومين من شرائه السيارة المذكورة باعها للمدعو احمد طليس الملقب بـ"أبو خليل" من دون تنظيم وكالة ايضا.

- باستيضاح المدعو احمد طليس صرح أنه باع السيارة للمدعو علي نصري شمص بمبلغ 4500 دولار أميركي من دون تنظيم وكالة.

- أفاد علي نصري شمص ببيع السيارة لشخص سوري الجنسية من منطقة القصير بمبلغ 5800 دولار أميركي .

- اشارة الى ان علي شمص صرح أن مشتري السيارة هو السوري خضر لطفي، وأعطى ثلاث روايات مختلفة لعملية البيع المذكورة، خلاصتها ان مشتري السيارة سوري الجنسية.

- بتحليل اتصالات تبين ان السوري خضر لطفي يتواصل في شكل كثيف بشقيق علي نصري شمص، المدعو مصطفى شمص.

- تبين وجود تواصل هاتفي بين خضر لطفي والنقيب في الاستخبارات السورية – فرع فلسطين في دمشق محمد علي الذي كان على علاقة بالموقوف غريب.

وأشارت المصادر الى ان "محضر يعود تاريخه الى ظهر 28 آب الماضي، جاء فيه ان مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر حضر الى المركز حيث جرى التحقيق واطلع مجددا على ما توصل اليه وطلب مقابلة الموقوف أحمد غريب واستمع اليه شفويا في ما يتعلق باعترافاته الواردة في المحضر، فكررها الموقوف امامه وأكد عليها، وسأله القاضي صقر هل تعرض لضرب او لأي ضغط؟ فصرح بأنه لم يتعرض لأي منهما، وأن صحته جيدة ويدلي بأقواله بملء ارادته، ووقع على ملاحظة مرفقة بالمحضر في هذا الشأن، كما وقع القاضي صقر وكاتب وضابط محقق".

وكشفت ايضا مضمون افادة أدلى بها الموقوف غريب في النظارة يوم 27 آب الماضي وفيها ان النقيب السوير محمد علي ملقب بـ"أبو جاسم"، عمره 35 سنة تقريبا، ممتلئ الجسم قوي البنية، رياضي أسود الشعر وذو شاربين ولحية خفيفة وبشرته حنطية، تظهر على يديه آثار رصاص، ووصفه غريب بأنه مغرور يتحدث بفوقية الى الأعلى منه رتبة، وهو ضابط في فرع فلسطين مركزه دمشق، منطقة القزاز، وسط المتحلق الجنوبي. وادعى انه كان مساعدا لآصف شوكت الذي كلفه مرارا بزيارة عنجر قبل 2005.

وعرض غريب مضمون ستة لقاءات جمعته بالنقيب محمد علي، منها خمسة قبل طرح موضوع التفجير والاغتيالات كما قال، وأربعة منها جرت في مكتبه في دمشق والخامس في مطعم قرب السفارة الايرانية في العاصمة السورية اثر قطيعة بينهما استمرت ثلاثة أشهر، والسادس في اللاذقية. ونقل عن النقيب علي ان الشيخ سالم الرافعي والنائب خالد ضاهر يجب ازالتهما من الساحة الطرابلسية، كما تناولت الاحاديث عن الاهداف المدير العام السابق لقوى الامن اللواء أشرف ريفي والنائب السابق مصطفى علوش، والعقيد المتقاعد عميد حمود.

وقال ان النقيب السوري طلب اليه أن تغتال "حركة التوحيد الاسلامي" الشيخ الرافعي بسيارة مفخخة وأنه مستعد لتأمينها وتسليمه اياها بعد تفخيخها في طرطوس او داخل لبنان في منطقة قرب الحدود تسيطر عليها الاستخبارات السورية، ووعده بلقاء مع شخصيتين مهمتين في سوريا، وأضاف غريب في افادته تلك ان قائد "التوحيد" هشام منقارة رفض التجاوب عندما تبلغ بالمخطط التفجيري.

وكشف غريب انه والنقيب علي بحثا في المكان الافضل لركن السيارة قرب مسجد التقوى حيث يؤم الرافعي الصلاة عادة استنادا الى معلومات استحصلوا عليها من "غوغل إرث"، وعلى هذا الاساس تقرر وضع السيارة عند نقطة معينة على الطريق في محاذاة الجامع. وحدد النقيب علي يوم التنفيذ الجمعة، في حين اقترحت يوم الاثنين عندما يكون الرافعي يقدم دروسا لمناصريه في المسجد.

وتحدث عن تفاصيل أحد الإجتماعات، مثل طلب النقيب منه الإستحصال على هوية مزورة واستئجار سيارة وتأمين خبير متفجرات، كما شرح الدور الذي عرضه على مصطفى حوري الذي كشف لاحقاً ما كانا يخططان له وأنه عرض على حوري في السياق عشرة آلاف دولار لقاء قتل العقيد المتقاعد حمود باعتبار أنه شارك مع الشيخ الرافعي في هجوم مسلح على مسجد عيسى بن مريم التابع لـ"التوحيد".

وخلصت المصادر المتابعة للتحقيق إلى أن الإعتراف الصريح الذي أدلى به الغريب بمشاركته في التخطيط الدقيق وتقديم المشورة لتفجير سيارة مفخخة في طرابلس مع النقيب السوري علي، تقاطع مع اكتشاف طريقة وصول السيارة التي انفجرت قرب مسجد السلام إلى النقيب السوري نفسه، وبذلك تكون اكتملت حلقة كشف الجريمة بالتخطيط والتنفيذ. وفي هذه الحال تصبح هوية الشخص الذي قاد السيارة وركنها قرب المسجد من المسائل التفصيلية.