دعا العلامة السيّد علي فضل الله، المرجعيّات الدينيَّة، الإسلاميَّة والمسيحيَّة، إلى "اتّخاذ موقفٍ دينيٍّ واضحٍ، يستنكر التَّفجيرات الوحشيَّة الّتي تطاول الأبرياء في كنائسهم ومساجدهم وكلّ أماكن العبادة، بصرف النَّظر عن هويَّتهم الدينيَّة أو العرقيَّة وما إلى ذلك"، مؤكّداً "ضرورة إسقاط العنوان الدّيني عن مرتكبي هذه الأعمال الّتي يرفضها الإسلام".
وإستنكر في بيان التفجيرات الأخيرة في باكستان والعراق، وما جرى في نيجيريا، لافتا الى أن "الذين يقومون بهذه الأعمال الوحشية، ويستهدفون الأبرياء، يقدّمون بذلك الخدمات المجانيّة للكيان الصهيوني والاستكبار العالمي، من خلال التشويه المباشر لصورة الإسلام بفعل أعمالهم الإجراميَّة، والّتي يعمل الإعلام المعادي على وضعها في خانة التحريض الإسلامي على العنف وقتل الأبرياء، رغم أنَّ الإسلام بريءٌ من هذه الأعمال وممن يقومون بها. كما أنّ حالة القلق والاضطراب الّتي تصيب البلدان الإسلاميَّة والعربيَّة بفعل هذه الجرائم، تخدم العدوّ الصهيونيّ الذي يحاول أن يقدّم نفسه ككيان مستقرّ وسط أمَّة قلقة ومضطربة".
ودعا المرجعيّات الدينيَّة والإسلاميَّة والمسيحيّة على السّواء، إلى "وقفة مسؤولة، وإلى موقفٍ صريح وواضح من عمليّات القتل هذه، لأنَّ المشكلة هي أنَّ الَّذين ينفّذون هذه العمليّات، وبدم بارد، يزعمون أنَّهم يطبّقون أحكام الله فيمن يختلفون معه، ولكنَّ الحقيقة أنَّهم يسيئون إلى الرّسالات والأديان السماويّة وإلى تعاليم الله، لأنَّ هذه الجرائم لا يمكن أن تنسب إلى الدّين الإسلاميّ الحنيف أو إلى أيّة رسالة سماويّة، وهي تعبّر عن حقدٍ وجهلٍ وذهنيَّةٍ مغلقة تحتاج إلى المعالجة، وتستحقّ من المرجعيّات الدينيَّة أن تطلق الصّوت عالياً في وجهها، حتى تسقط العنوان الدّيني عنها، وتمنعها من مواصلة هذا المسلسل الَّذي يكاد يغرق المنطقة كلّها في بحر من الدّماء".