استعداداً لفصل الشتاء وتداعياته من فيضانات وانقطاع الطرق بمياه الامطار، شمر رؤساء بلديات منطقة النبطية عن سواعدهم وعملوا على تنظيف العبارات ومجاري المياه تخوفا من انسدادها على غرار ما جرى في بيروت مع هطول الأمطار والتي أدّت إلى فيضان مياه العبارات على الطرقات كما دخلت الى المنازل وأتلفت الممتلكات.
لجنة لإدارة الكوارث في النبطية
وعلمت "النشرة" أنّ محافظ النبطية القاضي محمود المولى أصدر قراراً بتشكيل لجنة لإدارة الكوارث في محافظة النبطية، ومن مهامها السهر على تنفيذ الإجراءات التي تراها مناسبة لدرء الأخطار الناتجة عن السيول والفيضانات والزلازل وانزلاقات التربة، وتحويل اللجنة إلى غرفة عمليات تجتمع فوراً في مكتب المحافظة لإدارة وتأمين التواصل مع المؤسسات والجهات المعنية لمعالجة الأوضاع، وتتخذ اللجنة مقرا دائما لها في مركز المحافظة.
وتألفت اللجنة من محافظ النبطية محمود المولى رئيسا، ناتالي زعرور عن مجلس الوزراء، قائمقامي بنت جبيل ومرجعيون وحاصبيا، ضابط عن الجيش، قائد سرية درك النبطية، مندوبين عن الصليب الأحمر اللبناني والدفاع المدني، رؤساء المصالح والدوائر الرسمية، رؤساء اتحاد البلديات والبلديات الكبرى.
وفي سياق متصل، جال المدير العام لمصلحة الليطاني المهندس عادل حوماني على معامل المصلحة في الاولي وجون وعلى بركتي أنان والاولي حيث يقوم عمال المصلحة بعملية تنظيف واسعة وصيانة المعامل والبرك على أبواب فصل الشتاء منعا لحدوث فيضانات خصوصا في بركة المياه في أنان التي تغذي معمل الاولي لانتاج الطاقة الكهرمائية.
والتقى حوماني العمال وأعطاهم توجيهاته للاسراع بالعمل قبل حصول الامطار، مبدياً إعجابه بالأعمال الجارية، وأوضح لـ"النشرة" أنّ جولته شملت البرك القريبة من معامل انتاج الطاقة الكهرمائية في بسري وجون وبركة أنان، حيث يقوم عمال ومهندسو المصلحة بتنظيفها قبل الشتاء وفي اطار خطة وضعتها مصلحة الليطاني استعدادا لمواجهة تداعيات فصل الشتاء قرب البرك والمعامل.
هل يفيض نهر الزهراني؟
في غضون ذلك، أكدت مصادر أمنية لـ"النشرة" أنّ أياً من البلديات القريبة من مجرى نهر الزهراني لم تبادر إلى تنظيفه حتى الآن، وهو الذي يغزر شتاء ويشح صيفا وهو الممتد من أعالي جرجوع نزولا حتى عربصاليم وكفررمان وحبوش ودير الزهراني وبفروة وصولا إلى مصبّه في البحر عند الزهراني، وأشارت المصادر إلى أنّ ردميات وأتربة ألقيت في النهر قرب جسر حبوش وهي من بلدات عربصاليم، حومين الفوقا، جرجوع وكفررمان مما أدّى لضيق مجراه من 7 امتار إلى مترين، متوقعة أن يفيض عند هطول الأمطار بكثافة ليقطع طريق النبطية – اقليم التفاح كما حصل في كانون الثاني الماضي عندما فاضت مياه النهر المذكور على جانبيه وقطعت الطريق المذكور قبل أن تعمد سيارات الدفاع المدني اللبناني الى سحب المياه عن الطريق وفتحها.
وقالت المصادر أنه لو بادرت البلديات إلى تنظيم محاضر ضبط بالمخالفين ومحاسبتهم من قبل القوى الامنية لما تجرأوا على رمي والقاء الردميات والاتربة في مجرى نهر الزهراني، محذرة من أنّ عدم المعالجة سيؤدي إلى طوفان النهر لتلامس مياهه في الشتاء جسر الست زبيدة عند حبوش وأنّ النتائج ستكون عندها وخيمة، مؤكدة ان مجرى الزهراني ونتيجة لهذه الردميات قد ضاق من جهة الطريق الملامسة له والمؤدية الى عربصاليم.
البلديات مستعدة لأيّ طارئ
وسط ذلك، أوضح رئيس بلدية النبطية الدكتور احمد كحيل لـ"النشرة" أنّ البلدية قامت بعملية تنظيف واسعة لمجاري الصرف المائي ولكافة العبارات في مدينة النبطية وشفطت منها الأوساخ والأتربة منعاً لانسدادها خلال تساقط الأمطار ومنعا لأيّ فيضان على الطرقات، مؤكداً استعداد البلدية لمواجهة تداعيات الشتاء.
من جهته، أبلغ رئيس بلدية زبدين محمد قبيسي "النشرة" أنّ البلدية عملت وما زالت على تنظيف كافة العبارات وقنوات المياه في البلدة من الاتربة والردميات لمنع الفيضانات خلال الشتاء أو السيول أو انجراف التربة نتيجة البرك التي تتجمع على الطرقات، مؤكداً الاستعاد لأيّ طارئ على هذا الصعيد.
بدوره، أعلن رئيس بلدية النبطية الفوقا راشد غندور أنّ البلدية أتمت تنظيف العبارات والمجاري في البلدة لمواجهة أضرار السيول والامطار والعواصف، فيما لفت رئيس بلدية شوكين حسين ناصر إلى أنّ البلدية قامت بورشة على مدى أسبوع تمكّنت خلالها من تنظيف مصافي المجاري المائية لمنع انسدادها خلال تساقط الامطار.
العبرة في التنفيذ..
وتبقى العبرة في النهاية هي في التنفيذ لتدارك تداعيات الشتاء ومنع فيضان الامطار على الطرقات كما حصل العام الماضي على الخردلي التي قطعت بمياه نهر الليطاني أو على طريق اقليم التفاح – النبطية التي انقطعت بمياه نهر الزهراني أو كما غمرت المياه المزروعات في سهل الميذنة في كفررمان وأتلفت الخيم البلاستيكية أو كما دخلت الامطار إلى منازل عديدة وأتلفت محتوياتها أو إلى محلات تجارية وصناعية عند حاروف – تول – النبطية بعدما فاضت مياه بركة كفرتبنيت ووصلت الى طريق عام حاروف زبدين – النبطية وتسببت بقطع السيارات وسط الطريق وغيرها من الطرقات العامة. ويأمل المواطنون في منطقة النبطية ان لا تتكرر معهم مأساة "الشتوة الاولى" التي حدثت في بيروت مؤخرا.