اكد قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي اللواء يائير غولان ان "حزب الله عدو كفؤ. وانا لا انصح أي عسكري بالاستهانة به"، معتبرا ان "الجيش الاسرائيلي يعرف كيف يواجه، ولديه قوة هائلة"، مضيفا "في الوقت الذي ادعو فيه الى عدم الاستهانة بعدونا، ممنوع علينا الاستهانة بقدراتنا الذاتية، اما ما رأيناه من قتال لحزب الله في مدينة القصير (في سوريا)، وهنا لن اخوض في تحليلات استخبارية متشعبة ومعقدة، فانا لم ار مشكلة بحجم مختلف عما رأيناه حتى اليوم، ولدينا رد جيد على ذلك".
وشدد غولان في حديث لموقع "واللا" الاسرائيلي على ان "المعركة مع حزب الله، ستكون أقسى بكثير من ذي قبل، وستتسبب باضرار فادحة وإصابات أكثر في صفوف المدنيين وفي الداخل الإسرائيلي"، الا انه اكد ايضا على وجود تلازم بين ضرباته والرد، وقال: "كلما استخدم الحزب قوّة أشد في وجه اسرائيل، كان الرد اقسى وأكثر فتكاً". واشار الى ان "الجيش خبير وقادر على معالجة صواريخ حزب الله، لكن عليه ان يصل الى اماكن تخزينها، اي الى القرى والى داخل منازل المدنيين".
وأكد غولان على حالة الارتداع لدى حزب الله، لكنه استدرك بالقول ان "الردع يكون في الوعي، وبالتالي ليس مسألة مادية قابلة للقياس. واذا كان لحزب الله قدرات، الا ان السؤال هل لديه ارادة؟ حاليا لا نية لديه، لكن الامور قد تتغير تبعا للظروف والتطورات، ما يعني ان نبقى على جاهزية عالية لخوض اي مواجهة محتملة مع حزب الله وحلفائه". واضاف: "اما عما سنقوم به وكيف سيكون الرد وما هو مستوى القوة الذي سنستخدمه، فلا يمكن الان اجراء تقدير للآتي".
وردا على سؤال عن "القفزة الاستخبارية المجنونة" للجيش الاسرائيلي وامتلاء بنك الاهداف في مقابل حزب الله، شكك غولان في ما سماه "عبارات غير مسؤولة"، وقال إن "الاستخبارات تقوم بعمل استثنائي، لكن هل انا راض عما توصلنا اليه استخباريا؟ انا لست راضيا، وكنت سأرضى لو كان لدينا المزيد من الاستخبارات، لكن من يعتقد انه بمساعدة استخبارات من هذا النوع او من ذاك، يمكن ان يخلق يقينا في الميدان المستقبلي للمعركة، فهو مخطئ ولا يفهم طبيعة الحرب".
وسأل المحاور غولان: "بعد سبع سنوات من حرب لبنان الثانية، ما زال نصر الله في مخبئه، فهل ما زال السيف مصلتاً على رقبته؟"، اجاب غولان: "في كل مرة يقولون فيها ان نصر الله في المخبأ، وينتظرون ان يسمعوا كلمة غير لائقة وابتسامة ساخرة، اما انا، فلا احب هذه الاشياء، لان علينا ان نتعاطى مع حزب الله كعدو جدي، يخطط على نحو جدي، وبمستوى لا يقل عما نقوم به نحن، لذا اقترح ان نستعد على نحو مدروس" للمواجهة معه.
في الجانب السوري، اشار غولان الى "اننا استخففنا بالاسد لكونه طبيب عيون ولديه صوت مرتجف ومظهر متردد، لكن تبين أنّ الجينات هي الجينات، وتبين انه عدائي وصارم بما لا يقل عن والده. وهو يدرك أن حياته وحياة طائفته مرتبطتان بمدى نجاحه في العمل. ويمكن القول انه بالتأكيد يتحمل الضغوط ويظهر قدرة لا يستهان بها".
واضاف: "كان هناك من اعتقد بأن الأسد سينهار شيئاً فشيئاً، وانا قلت في الماضي إن المسألة تتطلب فقط اشهرا، لكنني اخطأت. وعدت وقلت إن المسألة تتطلب عاما ونصف عام، لكني اخطأت ايضا. علينا ان نتحدث عن قتال طويل".
وأين تكمن المصلحة الاسرائيلية: في رحيل الاسد ام في بقائه؟ اكد غولان ان "على الأسد أن يرحل، فهو جزء من محور الشرّ الذي يضمّ إيران وحزب الله. والتهديد الظاهر من هذا المحور، هو تهديد أخطر من محور الجهاد العالمي".
ورأى غولان أن "اقتراح اقامة الشريط الامني" في الجولان "ما زال قائما، اذ علينا ان نكون جاهزين لواقع غير مستقر، لكن هناك اسئلة ما زالت مطروحة على طاولة البحث، ونتداولها اسبوعيا فهل نريد بالفعل علاقة مع محاور في الطرف الثاني، مع ذلك فان المساعدة الانسانية للجرحى (من المعارضة السورية)، تبني جسرا، وهذا امر لا يختفي ولا يتلاشى".