يحبس مخيم عين الحلوة انفاسه ترقبا، بعد حديث متواتر عن اتخاذ اللجنة المركزية لحركة "فتح" التي عقدت اجتماعا في رام الله برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس "ابو مازن"، قرارا بالإجماع بتجريد العميد محمود عبد الحميد عيسى "اللينو" من رتبه العسكرية كافة وفصله من حركة فتح نهائيا".
جاء هذا القرار "الفتحاوي" مفاجئا خلافا لما كان يتوقع، بعدما اعلن العميد اللينو" التزامه كافة قرارات القيادة خلال زيارة عضوي اللجنة المركزية لحركة "فتح" المشرف على الساحة الفلسطينية عزام الاحمد والمسؤول التنظيمي جمال محيسن، ما يفتح الباب على تساؤلات كثيرة، ماذا ستحمل الايام المقبلة لحركة "فتح" في لبنان؟
ولاحظت مصادر فلسطينية، ان قرار فصل "اللينو" اتخذته اللجنة المركزية لحركة "فتح" في رام الله بعدما كان تأمل قيادة الساحة في لبنان التريث وتجميده كحد اقصى، خشية ان يكون لهذا القرار تداعيات على الحركة في لبنان والمخيمات الفلسطينية في وقت غير مناسب وهو ما توافق مع مساعي لبنانية سياسية - امنية للتريث بهكذا قرار، عبر عنه في لقاءات الاحمد ومحيسن مع كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم ومسؤولي مخابرات الجيش اللبناني.
وفيما لم يتبلغ "اللينو" رسميا القرار بعد، اشارت الاوساط انه علم به من خلال اتصالاته وعلاقاته ما اثار غضبا كبيرا لديه بعدما ظن ان الخلاف قد انتهى باصداره بيان توضيحي صريح خلال اجتماع مع قائد الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب الذي كلفه الاحمد بمتابعة الموضوع والالتزام بالاطر التنظيمية لحركة "فتح"، بينما اعتبرت مصادر فلسطينية ان اللينو" دفع ثمن الخلاف بين العقيد محمد دحلان المفصول من اللجنة المركزية للحركة والرئيس "ابو مازن" على اعتبار اي علاقة معه تشكل خطا احمرا ومن يتجاوزه يلقى المصير نفسه.
اشكال وقتيل
امنيا، شهد مخيم عين الحلوة ليلا توتيرا امنيا واطلاق نار في الهواء، على اثر وفاة الشاب ابراهيم الصالح متأثرا بجراح سكين اصيب بها خلال اشكال وقع مع احد اقاربه قرب مسجد "الشهداء" في الشارع الفوقاني في عين الحلوة، وقد نقل الصالح الى مستشفى النداء الانساني ومنه الى مركز لبيب الطبي في صيدا وما لبث ان فارق الحياة، فيما تدخلت عصبة الانصار الاسلامية لتطويق ذيول الاشكال الفردي ومنعا لاي ردة فعل انتقامية، سلم قريبه ووالده نفسيهما الى القوى الامنية في صيدا طوعا تفاديا لتطوره.
تحصين المخيمات
سياسيا، أكدت قيادة "تحالف القوى الفلسطينية" في منطقة صور حرصها الدائم على استقرار وأمن المخيمات خاصة في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة"، مشددة على ضرورة تعزيز وتحصين العلاقة اللبنانية الفلسطينية لمواجهة المشاريع المشبوهة وكل التحديات والأخطار الأمريكية الصهيونية".
ودعا التحالف عقب لقاء دوري عقد في مركز حركة "حماس" في مخيم البص، الى التنبه من مشاريع أوروبية وأمريكية واقليمية بدأت تطل على المخيمات الفلسطينية ظاهرها تحسين أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وفي باطنها تصفية قضيتهم وشطب حقهم بالعودة وتشويه صورة واقعهم في المخيمات، مشددا على أن الشعب الفلسطيني لن يقبل أن يستمر حصاره بأي شكل من الأشكال، مطالبا الدولة اللبنانية ووكالة الاونروا بالوفاء بالتزاماتهما تجاه المخيمات وخاصة مخيم نهر البارد لجهة الاسراع في اعادة اعماره وعودة سكانه اليه وتحقيق كافة المطالب المحقة لأبنائه، مشدداً على وقف سياسة تقليص الخدمات تجاه اللاجئين الفلسطينين عموما وضرورة تأمين العيش الكريم لشعبنا اللاجىء في لبنان من خلال إقرار حقوقه الإنسانية والمدنية والاجتماعية والعمل معًا على وضع استراتيجية مشتركة لمواجهة مشاريع التوطين والتهجير.