ذكرت "يديعوت احرنوت" ان "إسرائيل لم تقصد على الإطلاق الإضرار بعلاقاتها مع تركيا، والإضرار بحياة أي إنسان، عندما قررت منع السفينة مرمرة التركية من دخول مياهها الإقليمية، ومنها إلى غزة. فلم تكن تلك المجموعة العسكرية آنذاك، التي كان مخول لها إيقاف السفينة، مسلحة بأي أسلحة ثقيلة أو فتاكة للإضرار بأي من في السفينة، بل على العكس هاجمها النشطاء الذين كانوا على السفينة، وهو ما يشير إلى أنه لم تكن هناك أي نية للهجوم عليها".
اضافت "لكن، بمجرد وقوع الحادث، كان من واجب تل أبيب إيجاد الوقت والمكان المناسبين لتقديم الاعتذار على ما تكبدته أنقرة جراء الحادث، خاصة الأرواح التي زهقت، وتعويض أسرهم بصورة مناسبة، لكن زمام الأمور فلت من يدها". واوضحت إن "إقدام إسرائيل على الاعتذار كان صائبا، ففي ظل انتفاضات الربيع العربي التي كانت تحيط بنا، والتدهور الاقتصادي الذي يضرب إيران، بالإضافة إلى التقارب بين كل من الولايات المتحدة الأميركية وسوريا، من الأهمية بمكان أن تبحث إسرائيل قوة إسلامية في المنطقة لتقف بجوارها، وتركيا كانت هي القوة المناسبة آنذاك ولا تزال، هذا بالإضافة إلى القرار الأوروبي بحظر ختان الذكور، الذي أثار حفيظة الدول الإسلامية، كان من شأنه زيادة التعاون المثمر بين تل أبيب والعواصم العربية بقيادة تركيا".
ولفتت الى ان "مصلحة إسرائيل لا تتوقف هنا، فهناك كذلك أسباب اقتصادية وسياحية قوّت التبريرات التي ساقتها إسرائيل في تقديم اعتذارها لتركيا، وقبل كل هذا العلاقات العسكرية المتينة التي كانت بين البلدين، والصادرات الإسرائيلية إلى الأسواق التركية. ويعد التعاون العسكري مع أنقرة التي تشارك طهران في حدودها، أمر غاية في الأهمية بالنسبة لتل أبيب".