تعيش منطقة النبعة تهميشاً إنمائياً، فالمباني فيها متلاصقة وتمتد على أطراف أزقة ضيقة. في هذه الأزقة تزدحم المحال المتنوعة، حيث يجاور الفرن كاراج الميكانيكي والكندرجي، وعلى الجهة المقابلة بائع السمك والدجاج، وبينهما محال وبسطات الخضار. وقد أضحت هذه المنطقة عنواناً للفقر والتعب واليأس، ما أوجد مجتمعاً فوضوياً يغذيه الإهمال والحرمان معطوفين على البطالة المتفشية بقوة بين الاهالي.
أضحت هذه المنطقة ملجأ لمعظم العمال من جنسيات آسيوية وأفريقية يعيشون الى جانب اللبنانيين الذين عادوا الى المنطقة بعد تهجيرهم عام 1975، وقد زاد على هؤلاء النازحون السوريون الذين وجدوا في تلك البيوت الملتصقة بعضها ببعض ملجأ يأويهم من نيران الحرب المشتعلة في سوريا ويساعدهم على الهرب من البؤس الذي يعيشون فيه ولو إلى مكان ليس أفضل بكثير. في تلك الشوارع، أُنشئ تجمع "بيتنا" وهدفه مساعدة الأهالي في تلك البقعة، وهو يدعوهم في كلّ سنة الى إحياء اليوم العالمي لمكافحة البؤس بمسيرة رفضاً لهذا الواقع.
تشير رئيسة التجمع الأخت تريزيا لـ"النشرة" الى أن "هذه المسيرة ستنطلق من أمام مركز بيتنا في النبعة نحو حديقة ضهر الجمل في سن الفيل"، وتتوقع أن "يكون الحضور كثيفاً كما في كل عام"، وتقول: "نعيش في بيئة مليئة بالبؤس، من هنا أتتنا فكرة إحياء اليوم العالمي لمكافحة البؤس"، وتعتبر أن "هذا اليوم يمكن أن يكون بمثابة مراجعة لكيفية مكافحة البؤس".
من يسمع بهذا التجمع، يتساءل عن إنشائه في مكان فقير كمنطقة النبعة. وهو يهتم فقط بالفقراء، ولا يميّز بين الأديان والطوائف ويسعى الى مساعدة الاشخاص المهمشين على الإنخراط في المجتمع بحسب ما تلفت الأخت تريزيا، وتشير الى أنه ينظم عدة نشاطات، "بعضها يعنى بالأولاد وقد زادت كثيراً بسبب النزوح السوري الى المنطقة". وتشرح أن "للمركز نشاطات أخرى يقوم بها، على سبيل المثال التعاونية التي أنشئت والتي يشارك فيها حوالي 30 عائلة من المنطقة كما ولقاءات لأمهات المنطقة..."
عانت منطقة النبعة وتعاني منذ القدم من حالة البؤس، ويسعى سكانها في التاسع عشر من الشهر وعبر المسيرة التي ينظمها تجمع "بيتنا" الى إيصال الصوت عالياً علّ المسؤولين يتنبهون الى ضرورة إيلاء هذه الشريحة من المجتمع وهذه المنطقة المنسية مزيداً من الإهتمام.
تقرير باسكال أبو نادر