رأى أمين سر "حركة التجدد الديمقراطي" أنطوان حداد أن "تشكيل حكومة تشارك فيها الجهات المتناقضة مهمة متعذرة في الظروف الحالية إن لم نقل مستحيلة، والحل الأمثل هو حكومة تحظى بقبول هذه الجهات من دون مشاركتهم فيها. واذا لم يحصل ذلك في وقت قريب، فعلى الرئيس ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام القيام بخطوة حاسمة واستخدام صلاحياتهما الدستورية ومخزون الثقة الذي يتمتعان به لتشكيل حكومة كفاءات وطنية تعمل تحت عباءتهما السياسية المشتركة ولا تعطي افضلية استراتيجية لأي فريق على آخر".

وأوضح في حديث صحفي أن "أيا من القوى السياسية لا يستطيع انتقاد الرئيسين سليمان وسلام او اتهامها بالتفرد او ممارسة الامر الواقع اذا اقدما على مثل هذه الخطوة بعد انتظار وترو داما ستة اشهر ونيف، فالرئيس سليمان انتخب بأغلبية 118 نائبا من اصل 128 وسلام سمي باغلبية 124 نائبا"، مؤكدا ان "مثل هذه الخطوة ستحظى حتما بتأييد 90% من اللبنانيين وباحترام معلن أو ضمني من كل القوى السياسية".

وأعرب عن اعتقاده أنه "في ظل الظروف المحلية والاقليمية الراهنة التي يسعى فيها الجميع الى تلميع صورته السياسية وابراز دوره البناء وعدم تعكير جهود الانفتاح في الملفات الاقليمية الكبرى، ما من فريق من مصلحته التصدي لمثل هذه الحكومة بغير الوسائل السياسية".

وأوضح حداد أن "الاولوية الاستراتيجية بالنسبة الى حزب الله منذ انخراطه رسميا في القتال داخل سوريا هي السعي الى تكييف الحياة السياسية في لبنان وفق هذا الدور، أي بوصفه جزءا من استراتيجية ايران للحصول على مقعد في مؤتمر جنيف ولتعزيز موقعها التفاوضي حول ملفي العقوبات والنووي"، مشيرا الى أن "ذلك لا يمكن أن يحظى بموافقة سائر اللبنانيين، لأنه فرض عليهم كأمر واقع، ولأنه يتناقض مع مصالح لبنان الوطنية، ولأنه مخالف للقانون الدولي ويتعارض مع إرادة المجتمع الدولي بما فيها روسيا التي أكدت مرارا حرصها على تحييد لبنان عن الحرب السورية".

وأشار الى أنه "في ظل اصرار حزب الله على اداء هذا الدور، يستحيل جمع الافرقاء اللبنانيين المتناقضين تحت مظلة سياسية واحدة، أكانت وفق صيغة 8-8-8 او 9-9-6 او اي صيغة رقمية اخرى، والمخرج الواقعي الوحيد هو حكومة لا تغير في موازين القوى ولا تمس المصالح الاستراتيجية للافرقاء وتكون مهمتها تسييرعجلة الدولة ومؤسساتها وتفعيل الاقتصاد وتثبيت الامن والحؤول قدر الامكان بدون انتقال نيران الحرب السورية الى لبنان. خلافا لذلك فان لبنان سيذهب من فراغ الى آخر والى الاهتراء البطيء حتى لو لم تندلع فيه حرب او نزاع داخلي".

واستبعد حداد وجود امكانية وساطة فرنسية جديدة بين الافرقاء اللبنانيين على غرار مؤتمر سان كلو عام 2007، قائلا ان "المؤتمر المذكور فشل فشلا ذريعا رغم ان الوضع حينه كان اقل تعقيدا".

وحول المعنى السياسي للقاءات النائب علي فياض في فرنسا، اشار الى انها "رسالة واضحة ان الجناح السياسي لحزب الله مرحب به خلافا لجناحه العسكري او لدوره الاقليمي رغم أن الحزب لا يميز بين كل هذه المستويات". ورأى ان "سرايا المقاومة لم تعد تؤدي اي دور في الصراع مع اسرائيل، المتوقف اصلا منذ العام 2000 ومن ثم منذ العام 2006، وهي أصبحت جزء من عدة الشغل الداخلية لحزب الله خارج المناطق الشيعية".