رأت صحيفة "الراية" القطرية" أن "نجاح المساعي الإنسانية التي قادتها دولة قطر عبر وساطتها في إطلاق سراح المختطفين اللبنانيين التسعة في سوريا وإطلاق سراح الطيارين التركيين المخطوفين بلبنان لم يأت من فراغ وإنما جاء تأكيداً للدور الإيجابي الذي ظلت تلعبه دولة قطر إقليمياً ودولياً ومن هذا المنطلق تدخلت قطر لحل أزمة اللبنانيين التسعة والطيارين التركيين بمتابعة وإشراف مباشر من سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية الذي رافق المختطفين التسعة من تركيا إلى بيروت حيث تم تسليمهم للحكومة اللبنانية".
وإعتبرت أن "هذه الجهود الجديدة التي قادتها قطر لحل أزمة المختطفين اللبنانيين الذين ظلوا في الأسر داخل سوريا لمدة تسعة أشهر أكدت أن قطر تقرن دائماً أقوالها بالأفعال وأنها دائماً سباقة لفعل الخير وقيادة الوساطات الناجحة ولذلك حظيت برضا الأشقاء والأصدقاء ليس على الصعيد الإقليمي والمحلي وإنما على الصعيد الدولي بهدف حل الخلافات داخل الدول الشقيقة أو بين الدول بعضها بعضاً للمساهمة في إرساء دعائم الاستقرار والأمن حتى أصبح الجميع يطلبون منها التدخل بسبب دورها الإيجابي وحرصها على إنجاح أية وساطة أو مبادرة تقودها بصرف النظر عن التعقيدات التي تكتنف المشكلة أو الأزمة التي تتطلب تدخلها".
ولفتت إلى أن "الدور القطري لا يقتصر فقط على تحرير المخطوفين من الأفراد، فهي مثلما دعمت لبنان في التوصل لاتفاقية الدوحة التي حققت له الاستقرار السياسي والأمني ومثلما دعمته خلال الغزو الإسرائيلي للجنوب وساهمت في إعادة إعمار ما دمرته إسرائيل فها هي تواصل دورها الإيجابي والذي لن يقتصر على لبنان وسوريا وتركيا وإنما ستظل تدعم جميع الجهود التي تبذل من الجميع لصالح الاستقرار والسلام ليس على مستوى المنطقة العربية فقط وإنما على مستوى العالم وإنها ستسخر علاقاتها الطيبة مع الجميع وقبولها لدى الجميع للقيام بتحقيق المزيد من الأعمال الإنسانية من أجل إعادة البسمة للمحتاجين والمنكوبين".
وأشارت إلى أن "نجاح وساطة قطر في حل هذه الأزمة ما كان له أن يتم لولا العزيمة الأكيدة والرغبة الصادقة التي تبديها القيادة القطرية لحل أزمات المنطقة، من بينها الأزمة السورية التي قادت المنطقة إلى التوتر والاستقطاب ودخول حالات الاختطاف التي طالت أبرياء ومن بينهم الطياران التركيان واللبنانيون التسعة الذين عادوا إلى بلادهم وإن قطر من خلال دورها العربي والإسلامي لن توقف جهودها الخيرة وستظل تقدم أياديها البيضاء لكل محتاج بصرف النظر عن انتمائه العقائدي أو السياسي".
واعتبرت أن "من المهم أن يدرك قادة حزب الله بعد عودة هؤلاء أهمية تغيير مواقف الحزب من الأزمة السورية بحيث يجب أن يلعب دوراً إيجابياً لصالح الشعب السوري لا سالباً لصالح النظام وأن يفك ارتباطه العسكري والسياسي بالنظام باعتبار أن ممارساته في الأزمة السورية هي التي قادت إلى اختطاف اللبنانيين التسعة وتأزيم العلاقات ما بين الحزب والشعب السوري، فمن المؤكد أن حزب الله الذي يحتفل بإطلاق سراح هؤلاء اللبنانيين سيجد نفسه مطالباً بأن يعيد النظر في مجمل مواقفه من الأزمة السورية لتنسجم مع الواقع الرسمي بلبنان والذي اتخذ سياسة النأي بالنفس".