ذكرت "الاخبار" ان "الخطوط السياسية والميدانية تقاطعت عند نقطة تعني أمراً واحداً: آن أوان إطلاق المخطوفين اللبنانيين من أعزاز. أعاد المدير العام للامن العام عباس ابراهيم تشغيل ماكيناته. من الأمم المتحدة في نيويورك إلى الدوحة وما بينهما. طلب مساعدة وسيط سري على صلة جيدة بالأكراد المقاتلين في الشمال السوري. وهؤلاء، يدافعون عن قراهم ومدنهم في وجه الجماعات المتطرفة، وخاصة "داعش" التي تقترب من اجتثاث "لواء عاصفة الشمال" الذي يحتجز المخطوفين. صار مقاتلو "العاصفة" يفرون من هجمات "داعش" في أعزاز، نحو عفرين (غربي أعزاز) ذات الغالبية الكردية. وكان الأكراد يستقبلونهم شرط تسليم أسلحتهم لـ"وحدات حماية الشعب" الكردية. وفي بعض الأحيان، ساندت "الوحدات" مقاتلي "العاصفة". وبناءً على اقتراح من الوسيط السري، طلب مسؤولون أكراد من "عاصفة الشمال" الإفراج عن المخطوفين اللبنانيين. تقاطع ذلك مع تدخل قطري، إذ أبدت الدوحة استعدادها لدفع مبلغ 9 ملايين دولار لأربعة من قادة الخاطفين، مع تعهد بتأمين انتقالهم للعيش في أوروبا. كانت الدوحة تخشى وقوع المخطوفين بين أيدي "داعش" التي ربما ستقتلهم. وحينذاك، سيُحمّل حزب الله ومعه إيران مسؤولية ما جرى لقطر وتركيا. والأخيرة، التقطت اللحظة، بعدما بات صعباً على رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان تجاهل اختطاف اثنين من مواطنيه في لبنان، وهو على أبواب حملة انتخابية". في هذا الوقت، كان "لواء التوحيد"، قد حل محل "عاصفة الشمال" عند معبر السلامة الحدودي، وحمى من بقي من "العاصفة" في ريف أعزاز الشرقي. طلبت أنقرة من "التوحيد" إطلاق المخطوفين، مذكّرة بأن في إمكانها إقفال المعبر الذي يدرّ ذهباً على "اللواء" التابع للإخوان المسلمين. وفي دمشق، استعداد لتلبية ما يُطلب منها، شرط عدم تسجيل ما يجري تحت خانة تبادل المعتقلين".
اضافت انه "تقاطعت مصلحة الجميع، ونضجت الطبخة. وضع ابراهيم اللمسات الأخيرة على العملية، فنُقِل المخطوفون الأربعاء الماضي إلى الأراضي التركية، قبل أن تقلهم طائرة قطرية إلى بيروت".