أشار بطريرك كيليكيا للأرمن الارثوذكس آرام الاول كيشيشيان إلى أن "التاريخ يدل بشكل واضح على أننا فقدنا مليون ونصف مليون أرمني في الإبادة عام 1915 وأن ما تبقى منهم قد تشتتوا في العالم كما أن السواد الأعظم منهم تشتتوا بين سوريا ولبنان ومختلف أنحاء العالم العربي عموما"، لافتا إلى أن "الشعب الأرمني بدأ يتماهى مع العالم العربي والقضية العربية وكل الأرمن اليوم الذين يعيشون في العالم العربي يعتبرون أنفسهم كجزء لا يتجزأ من الأأمة العربية".
وفي حديث تلفزيوني، وحول دعوة تركيا إلى الإعتذار عن الإبادة والتعويض على الأرمن، أوضح أن "هناك جوانب قانونية وقضائية وسياسية في هذه القضية"، لافتا إلى أن "واقعة الإبادة لم تكن من ضرب الخيال والأسرة الدولية لا بد وأن تبدأ من هذا الواقع"، مشيرا إلى أنه "علينا اليوم أن ننظر إلى هذه الإبادة في إطار القانون الدولي وهناك دلائل واضحة في القانون الدولي تفيد بأن الإبادة هي جريمة ضد الإنسانية وهي قابلة للعقاب وكل من ارتكب الإبادات لا بد وأن يخضع للعقاب بموجب القانون الدولي".
ورأى أن "موقف الفاتيكان في شأن الإبادة موقف فائق الأهمية"، مذكّرا أنه "خلال الإبادة عام 1915 أصدر الباب تصريحا واضحا في هذا السياق وسأل عما يحل بالأرمن في الإمبراطورية العثمانية"، مشددا على أنه "يجدر بالاسرة الدولية وكل حضارات الأمم الا تبقى مكتوفة الأيدي تجاه إنتهاك حقوق الشعب الأرمني".
وأضاف: "أتحدى تركيا أن تتقبل الإبادة"، معتبرا أن "هذا التدبير يغير الأجواء ويقلل من التوتر بين الجانبين"، قائلا: "لا نريد المال من تركيا فهذه قضية قانونية"، لافتا إلى أن "الأرمن الذين تركوا سوريا سيعودون إليها وهم ذهبوا إلى أرمينيا بشكل مؤقت وهم يملكون في سوريا منازلهم ومحالهم وسيعودون إليها".