ذكرت "الاخبار" ان " الصيداويين خسروا متنزههم الوحيد على نهر الأولي، فقد فوجئ اهل المدينة بجدار فصل إسمنتي مرتفع، بناه رئيس كتلة "المستقبل" فؤاد السنيورة و رجل الأعمال الصيداوي محمد زيدان، لتسييج العقارات التي اشتروها هناك من ورثة رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري. وبذلك حرموا الفقراء من الوصول الى منطقة "الكنايات" التي تشكّل ذاكرتهم الجماعية، كما حرموا الجميع من الوصول الى ضفة النهر الجنوبية، التي تصنّف املاكا عامّة في القانون. لقد أقفلوا الطريق الوحيدة إليها، بحجّة انها تجاور ملكهم الخاص".
وفي السياق، اكد رئيس بلدية صيدا محمد السعودي ان "السنيورة عمّر الجدار وسيج حدوده التي تضم الكنايات وتقع على النهر". ولفت السعودي إلى أن الحريري "سمح للمواطنين بارتياد الكنايات كالمعتاد ولأصحاب المقاهي بالبقاء. لكن السنيورة لم يحذُ حذو الرفيق. فما إن تملك العقار مع شريكه زيدان، حتى أزال التعديات كافة وأخرج أصحاب المقاهي وسيج النهر، مانعاً أياً كان من الوصول اليه".
وكشف السعودي أن "وفداً من أصحاب المقاهي المتضررين زار النائب بهية الحريري لرفع شكواهم والمطالبة بالتعويضات. الأخيرة لفتت نظرهم إلى أنهم كانوا يشغلون الأملاك العامة ولا يحق لهم بالتعويض". ورجح السعودي أن يكون مهندس البلدية قد منح ترخيص الجدار.
اضاف السعودي ان مشروع "الضم والفرز الجاري تنفيذه ربما يحررها من الملكية الخاصة، ويصنفها مساحة خضراء". لكن السعودي اوضح ان ذلك قد يحصل باعطاء السنيورة وزيدان عقاراً بديلاً عن "الكنايات" بالقيمة نفسها في منطقة أخرى.
أحد أصحاب المقاهي، قال في اتصال مع "الأخبار" إنه "لا يعرف تفاصيل ما حصل، ما عدا أن زيدان اشترى العقار من آل الحريري وطردنا من الكنايات من دون تعويض لأنها أملاك عامة، وأنه ينوي بناء منتجع سياحي في المكان في غضون عامين أو ثلاثة".
الى ذلك، أوضح بدر زيدان، نجل محمد زيدان، ومدير في قسم العقارات في شركة والده: "أننا لم نخرج أحداً، بل اشترينا العقار خالياً من المقاهي التي أزالها مالكوه السابقون وأخرجوا أصحابها". وإذ وافق على ان ضفة النهر، هي ملك عام تحت وصاية وزارة الطاقة والمياه، دافع عن خطوتهم بتشييد الجدار الذي أقفل طريق العموم إليها. قال: "يحق لنا بناء الجدار وفعل أي شيء في ملكنا الذي يقع فوق ضفة النهر. لكننا اضطررنا إلى بناء الجدار الذي شيدناه في البداية قليل الارتفاع ومسيجاً بأسلاك شائكة. إلا أننا زدنا في ارتفاعه بعد أن دخل مجهولون إلى العقار وقصوا الأسلاك. وسبب دخولهم فعل أشياء منافية للآداب العامة". من هنا، يطلب زيدان ألا يعترض الصيداويون، بل أن "يشكروهم على تطهير منطقة الكنايات من الأفعال الخارجة عن القانون والآداب التي كانت ترتكب في الزوايا وتحت الأشجار. واستعرض محاولات شركة والده تأهيل المكان بدءاً من التنسيق مع وزارة الزراعة للعناية بشجر الكينا التي أهملت وتعرض بعضها للقطع والحرق، إلى جانب إزالة التعديات على الملك العام من الإنشاءات الخراسانية التي خلفها اصحاب بعض المقاهي". هل ستقتصر لمساتهم في المكان عند هذا الحد؟ يجيب بدر زيدان: "سوف أكون ممتناً لوالدي في حال قرر إنشاء مشروع سياحي متميز على الضفة، سيكون شيئاً جيداً لصيدا".
مصدر في مديرية الموارد المائية والكهربائية في وزارة الطاقة والمياه، أكد لـ"الأخبار" أن "المالك يحق له منع أي كان من دخول عقاره، لكن لا يحق له تشييد جدار يفصل بين الطريق وبين الضفة (كلاهما ملك عام) ويحجب الرؤية عن النهر. والجدار نفسه يستلزم أخذ ترخيص من الوزارة لتوافق عليه اذا كان لا يتسبب بتعد على مجرى النهر أو يضر بمراحل الفيض النهري والسيول التي قد تحصل في الشتاء". المصدر نفسه أكد أن "المالك لم يتقدم من الوزارة بطلب ترخيص، فهل ناله من بلدية صيدا التي لا تملك الصلاحية في ذلك؟".