أشارت صحيفة "البيان" الإماراتية في إفتتاحيتها إلى أنه "حتى لو التقى وفدا النظام السوري والمعارضة في موسكو، فإن ذلك لا يحرض على إمكانية الذهاب إلى جنيف بقدر من التفاؤل بالخروج من المأزق السوري المستحكم، غير أن عدم بلوغ هذه الغاية لا يفرغ ذهاب الفريقين السوريين من المضامين، ذلك أنه لا أحد يستطيع إنكار الدور الروسي في الأزمة السورية".
وأضافت: "من المرجح ألا يعود أي من الوفدين السوريين غانماً من موسكو على نحو يعزز موقعه على الأرض، لكن الرابح الوحيد بالتأكيد هو موسكو نفسها"، مضيفة: "من المؤكد أن تضيف روسيا من اللقاءين، ولو ورقة واحدة، إلى ما بين يديها من أوراق اللعب في الطريق إلى جنيف، ففي ذهاب وفد المعارضة إلى موسكو اعتراف واقعي بالذراع الروسية الأطول في بناء جسر للخروج من المأزق، بعد الخيبة تجاه دور أميركي ضاغط على النظام"، لافتة إلى أنه "بما أن الجهات السورية وتلك المعنية بالأزمة، تدرك أن عقد جنيف لا يشكل في حد ذاته غاية، فلا ينبغي التركيز على الإقناع أو الاقتناع بالذهاب إلى جنيف، وكما لم يعد ممكناً فرض شروط مسبقة قبل الذهاب إلى جنيف، فمن المستحيل قبول فريق بالتسليم والاستسلام في جنيف".
ورأت أنه "من هذه الزاوية وحدها يمكن النظر إلى نتائج الجهد الروسي مع الوفدين السوريين"، مشيرة إلى أن "تنازل الائتلاف المعارض تجاه رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، ربما جاء مؤشراً إيجابياً يمهد لموسكو ممارسة قدر من الضغط، لجهة ربط بقاء الأسد إلى حين إجراء الانتخابات العام المقبل، حتى ولو لم يكن لدى المعارضة ثقل على الأرض يؤهلها لفرض هذه المعادلة"، مضيفة: "إذا كانت موسكو وصلت إلى اتفاق مع واشنطن بإفساح المجال أمامها لبلوغ تسوية سلمية للأزمة السورية، فإن موسكو تدرك حتماً أن أميركا لن ترفع يدها عن الشرق الأوسط".