أكد وزير الصحة في حكومة "حماس" المقالة في غزة مفيد المخللاتي أنّ هناك تقدمًا هائلا في جميع نواحي الطب بقطاع غزة بشكل عام وخصوصاً الجراحة بشكل خاص، لافتًا إلى أنّ أداء الأطباء والجراحين أصبح متطوراً بعد أن واجهوا الحروب السابقة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، مقللا من نسبة الأخطاء العلاجية والجراحية التي تحدث في مستشفيات القطاع، معتبراً إياها أقل من الموجودة مقارنة بالمستشفيات التي حولنا على حد قوله، معتبرًا في الوقت ذاته أن أبرز ما يواجه القطاع الصحي في غزة هو الاحتلال والحصار الذي لا يزال مفروضاً على الغزيين.
وفي حديث لـ"النشرة"، أوضح المخللاتي أنّ الوزارة تتواصل مع كافة المنظمات الصحية ومؤسسات حقوق الإنسان وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، لوضع كافة الجهات ذات العلاقة عند مسؤولياتها تجاه ما يحدث لغزة من أزمة الكهرباء والنقص الحاد في البترول وغيرها من الأزمات التي تواجهها، مشيراً إلى أن وزارة الصحة نجحت في إدارة الأزمات التي تواجهها في القطاع.
تقدم في جميع نواحي الطب في غزة
المخللاتي تحدّث عن تقدم هائل في جميع نواحي الطب في قطاع غزة بشكل عام والجراحة بشكل خاص، وقال: "اذا قارنا أداء الجراحين في حرب عام 2008-2009 وأداءهم في الحرب الأخيرة أيضاً عام2012، نجد أن هناك فرقا كبيرا وإيجابيا، إذ أنه يوجد لدينا عدة تخصصات جراحة القلب المفتوح والصدر وجراحة الأوعية الدموية والعظام والأعصاب والعمود الفقري وهناك تقدم في التخدير والعناية المركزة والتجميل"، ولتف إلى أنّ "كل هذا التقدم أدى إلى أداء أفضل ونتائج أفضل بالنسبة لجرحانا في الحرب الأخيرة التي حدثت قبل عام من الآن".
وعن وجود أخطاء طبية تحدث في مختلف المستشفيات ويشتكي منها المواطنون، أوضح المخللاتي أنّ وجود مضاعفات طبية أو أخطاء طبية هو أمر موجود في جميع مستويات العالم حتى في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا الغربية، وقال: "لا يمكن أن يكون هناك ممارسة طبية وعمليات جراحية دون أن يكون هناك مضاعفات، لكن السؤال هل نسبة المضاعفات الموجودة عندنا في مستشفيات قطاع غزة هي أعلى من الموجود في العالم؟" وأضاف: "بالتأكيد لا ومستوى ونسبة الأخطاء أو المضاعفات الطبية هي أقل مما هو موجود في المستشفيات حولنا ولا تشكل خطرًا على الإطلاق، إنما مشكلة واحدة يمكن أن تثير زوبعة إعلامية كبيرة لكن حقيقة الأمر أن أداء طواقمنا الطبية هو أفضل من المستشفيات الحكومية الموجودة حولنا ولا يمكن مقارنة المستشفيات الحكومية بالخاصة".
أكبر معوق لتقدم المسيرة الطبية
وردًا على سؤال، أكد المخللاتي أنّ هناك تحديات كثيرة، وأشار إلى أنّ المشكلة الأولى والأساسية هي الحصار الذي هو نتيجة من الاحتلال، وقال: "نحن لا نملك أمر معابرنا سواء برية أو بحرية ولا نستطيع التحكم في سمائنا وبالتالي نحن تحت احتلال وحصار غاشم وهذا يؤثر على اداء وزارة الصحة وتقدمها في كثير من المجالات، ومن ضمنها دخول الطواقم الطبية الى قطاع غزة"، وأضاف: "بعدما كان يأتينا كل أسبوع وفد طبي الان بالكاد يأتينا أي منها، الأدوية التي كانت تأتينا عبر معبر رفح حوالي 30% حرمنا منها، والمرضى الذين يحتاجون إلى علاج تخصصي في الخارج كانوا يغادرون عبر معبر رفح أما الان فمنهم القليل من يستطيع المغادرة".
ولفت إلى أنّ أزمة النقص الحاد في البترول وانقطاع الكهرباء تؤثر بشكل سلبي وخطير على مستشفيات وزارة الصحة وتضطر الوزارة إلى تشغيل المولدات الكهربائية إلى 18 ساعة على التوالي وهذا يؤثر على هذه المولدات ويعرضها للعطب وبالتالي تحتاج إلى قطع غيار وفلاتر وصيانة دائمة وزيوت، إضافة إلى البترول الذي أصبحت الوزارة تستهلك نصف مليون ليتر منه شهرياً، واعتبر أنّ الأخطر من ذلك كله أن الأجهزة الكهربائية الحساسة الموجودة في وزارة الصحة مثل أجهزة العناية المركزة وغسيل الكلى والأشعة والمختبرات كلها تتعرض للعطب نتيجة تأثير التيار الكهربائي الذي يأتي من المولدات سيما وأنه يكون متذبذبا، ويؤثر تأثيرا خطيرا على هذه الأجهزة ويعرضها للعطب، "وبدأنا نلاحظ في مستشفيات وزارة الصحة العديد من الأجهزة التي بدأت تتعرض للعطب نتيجة استخدامنا للمولدات بدل التيار الكهربائي العادي".
بالمجمل، خلص المخللاتي إلى أنّ "الاحتلال والحصار الغاشم هو أكبر معوق لتقدم المسيرة الطبية وأكبر تحدٍ نواجهه ولا يمكن لنا أن ننطلق انطلاقة حقيقية طالما الاحتلال جاثم على صدورنا".
ندقّ ناقوس الخطر
وردا على سؤال، قال المخللاتي: "اكتسبنا خبرة متميزة في إدارة الأزمات والشاهد على ذلك إدارتنا للأزمة قبل عام وهي الحرب الأخيرة على غزة، والشاهد الثاني هو دخولنا للشهر الخامس على التوالي ودخولنا على الأسبوع الثالث لتوقف محطة توليد الكهرباء الرئيسية في غزة،ورغم كل ذلك لا نزال نزود مواطنينا بالخدمة الصحية الأساسية".
وتابع: "صحيح أنه أعيقت بعض الخدمات الصحية ولكن الخدمة التي تتعلق بالطوارئ والعمليات وغسيل الكلى وحضانات الطفال والولادة والعناية المركزة لا تزال مستمرة رغم كل الصعوبات الخطيرة"، وأضاف: "نحن مصرون أن نسخر كل امكانياتنا وجهودنا حتى تبقى هذه الخدمات موجودة، وهذا لا يعني أننا في الجانب الآمن، بالعكس نحن نطلق من خلالكم نداء تحذير وندق ناقوس الخطر أنه إذا استمرت أزمة إغلاق معبر رفح وتوقف محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع، فإنها ستؤثر تأثيرا خطيرا على قدرتنا في وزارة الصحة على تقدم الخدمات لجمهورنا".
وأكد أنّ الوزارة تتواصل مع الجميع في الداخل والخارج ومنظمات حقوق الانسان ومنظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة، والاخوة في الدول العربي والاسلامية والدولية، وكذلك مع السلطة الوطنية في رام الله من أجل تزويد محطة الكهرباء بالوقود بدون ضريبة، ومع الشقيقة الكبرى جمهورية مصر العربية لتزويدنا بالسولار، "ولكن حتى الآن الاستجابة ضعيفة، هناك استجابات مبدئية من الجمهورية التركية ودولة قطر لكنها غير كافية لاستعادة الوضع الطبيعي للكهرباء والوقود".