اعتبر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بموقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء"، إن "كلام رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الأخير حول إستقلال بعض الأطراف أو الجماعات اللبنانية عن منطق الدولة والانخراط في نزاع مسلح على أرض دولة شقيقة، إنما يتقاطع مع مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري التي أشار فيها إلى فك التداخل اللبناني في النزاع السوري. وهذان الموقفان يلتقيان مع موقفنا الأساسي القائل بإعادة تصويب بندقية المقاومة عن مسارها الأساسي والاستفادة من تجربتها وسلاحها لتحصين القدرات اللبنانية على مواجهة إسرائيل عبر خطة دفاعية وطنية شاملة، بموازاة وقف تدخل أي فريق لبناني في النزاع".
اضاف "أما للذين يصرون على الربط بين تفجير السفارة الايرانية وتدخل حزب الله في سوريا، فهو ربط غير صحيح لا سيما أن قدرة هؤلاء على ضبط ما يسمى جماعات تكفيرية شبه معدوم، ما يدعونا أيضاً للتذكير أنه في السابق من إخترع النهج التكفيري عاد وإنقلب عليه، فحذار الاسترسال في هذه المسألة الحساسة". ولفت الى انه "فوق كل الحساسيات والحسابات الضيقة، لا بد من رفع مستوى التنسيق بين الأجهزة الأمنيّة الى أعلى مستوياتها لا سيما مع تنامي المؤشرات على وصول القاعدة إلى عمق لبنان، ومع إتساع رقعة الانكشاف السياسي والأمني الى تدهور غير مسبوق تعززه حالة الانقسام السياسي والترهل المؤسساتي والتعثر في تأليف الحكومة بعد أشهر طويلة على التكليف، مما قد يخرج كل الأمور عن السيطرة ويفاقم الوضع سوءاً".
واشار الى انه "بعد ان أفضت المباحثات الشاقة والطويلة بين الغرب وإيران إلى التوصل ﻻتفاق حول المشروع النووي، فإن هذا اﻻتفاق من شأنه ان يفتح آفاقاً جديدة على الشرق العربي والإسلامي، نأمل أن ينعكس حواراً عربياً ايرانياً للخروج من دوامة العنف والعنف المضاد الذي يتخذ طابعاً مذهبياً يمزق الجسم اﻻسلامي إرباً إرباً ويفسح المجال أمام النمو المضطرد لمجموعات متطرفة تستنبط وتخترع تأويلات للاسلام تحرفه عن معناه الحقيقي".
وتابع :"لعل هذا اﻻتفاق ينجح في إبعاد شبح الحرب ويضع حداً للمغامرات اﻻسرائيلية التي خاضت الحروب تلو الحروب في المنطقة العربية". ولفت الى انه "واضح جداً عمق اﻻنزعاج اﻻسرائيلي من الاتفاق الذي يرقى الى مستوى الغضب. كما أنه من الممكن له أن يضع حداً لسباق التسلح في المنطقة الذي يستنفذ كميات كبيرة من الأموال والثروات العربيّة في الوقت الذي تتزايد حاجات الشعوب العربية للتعليم والطبابة والضمان الصحي والاجتماعي ومكافحة الفقر والأمية والاهتمام بالبيئة والثروات المائية المهدورة فضلاً عن مواجهة التصحر وإيلاء الانسان العربي الأهمية التي يستحق في الحرية والكرامة".
اضاف :"حبذا لو ينبلج في جنيف الفجر السوري بعد أن دفع الشعب السوري الأثمان الباهظة وتعرضت ثورته للسرقة والتشويه بعد إستفحال استخدام العنف من قبل النظام بموازاة تسهيل عربي وإقليمي مشبوه لمجموعات مرتزقة وتكفيرية مما أدّى إلى سرقة الأهداف الأولى للثورة السورية وهي كانت ثورة مدنية ديمقراطية تعددية متنوعة. ولا مفر من حل سياسي في سوريا يرتكز على حماية المؤسسات والجيش السوري بعد محاسبة جميع الذين تورطوا في الجرائم بحق الشعب السوري".