أشارت صحيفة "الخليج" الإماراتية في إفتتاحيتها، إلى "أننا لو تأملنا صورة الواقع العربي كما تبدو اليوم، لما وقفنا على وصف يليق بها، فهي تمثل مجموعة من الأوصاف السلبية التي تحتشد معا، قلما كانت عليه في يوم من الأيام، هي كارثية ومأساوية وكئيبة، عجفاء وسوداء"، قائلة: "واقع نزل على الأمة كالبلاء والشر المستطير، فاستبيحت الأرض العربية، واستشرى الانقسام، وتبددت قوة الأمة وفقدت عافيتها، وأسلمت أمرها لقوى الظلام التي حلت على أرضنا، حاملة سيوف الحقد والإرهاب والجاهلية، قادمة من كهوف ما قبل التاريخ، متلطية برايات الإسلام دين العدل والمحبة والسلام والتسامح، فوجدت بيئة حاضنة وناساً غرر بهم أو سئموا الظلم والاستبداد فاستجاروا بما هو أسوأ وأدهى".
ولفتت إلى أن "فلسطين أرض الرباط، الأسيرة منذ أكثر من ستة عقود، والتي تنوء تحت ثقل الاحتلال والعنصرية والحصار والتهويد بشعبها وأرضها ومقدساتها وتاريخها وحضارتها، فقد سقطت من الحساب، وصارت بالنسبة للنظام العربي مجرد كلمة يتم استحضارها عند اللزوم، وإذا ما تم الحديث عنها فلرفع العتب"، مشيرة إلى أن "الأمة هللت لربيع أطل قبل حوالي ثلاث سنوات، على أمل أن يغيّر الحال، ويخرجها من المستنقع الآسن ويأخذ بيدها إلى طور جديد تلتقي فيه مع شعوب الأرض الأخرى، فتتنفس الحرية والكرامة والديمقراطية، وتصعد سلم التطور والحضارة لعلها تلحق بأمم أخرى كانت أقل وزناً وقيمة وتعداداً للسكان والموارد والثروة فصارت في المقدمة، وبقينا نحن في الذيل سعداء ننعم بالجهل والأمية والقهر والكبت".
وأضافت: "لم يكن الربيع المرتجى إلا عواصف هوجاء، بعدما تعرض في ليلة ليلاء للسطو على يد جماعات خرجت من أوكارها بعدما استطابت الإقامة تحت الأرض، وادعت التوبة والخلاص من إرثها المشين، وحملت معها تحت جلبابها قوى ظلامية لا تؤمن بالإنسان أو بالحياة وراحت تمارس التكفير والتقتيل وتستبيح البشر والحجر والشجر".