يعقد في 28 تشرين الثاني الجاري المؤتمر المريمي المشرقي الأول في جامعة سيدة اللويزة، الذي سيضم جماعات مريمية إسلامية- مسيحية إلى جانب الرهبانيات المريمية الكبيرة للعمل سوياً وإغناء الآراء والأفكار حول مقام مريم العذراء لدى المسيحيين ولدى المسلمين.
وفي هذا الإطار، يشرح مدير مركز الدراسات المريمية في جامعة اللويزة الأب عبدو أنطون أن "هذا المؤتمر يأتي ضمن مشاريع المركز"، مشيراً إلى أن "لقاءات من هذا النوع غالباً ما تعقد في روما وفي بعض البلدان الأوروبية"، وقال: "نحن شاركنا بها ولكننا لاحظنا غياب الحضور المشرقي فيها، فقررنا القيام بمؤتمر مشرقي حول مريم، وأخذنا العلم والخبر من الجامعة، وبالتالي بات المؤتمر جامعياً، وأسّسنا لجنة فيها المطران ميشال عون إلى جانب عدد من ممثلي الرهبنات والجماعات المريمية، فبات العمل كنسياً أيضاً".
وبحسب الأب أنطون، فإن هذا اللقاء يهدف إلى "تطبيق الإرشاد الرسولي للبنان والشرق الأوسط من الوجه المريمي"، موضحاً أن "لا حوارات وجدل وتعليم عن العذراء في المؤتمر، بل تعاون بين الجميع مع الحفاظ على معتقد كل شخص"، وتابع: "الفكرة الأساس هي في أن يكون هناك تعاون بين بعضنا البعض، فالمسلم يكرّم العذراء مريم، والمسيحي يؤمن بها والدة الإله ويكرمها أيضاً"، متسائلاً: "لِمَ لا نكرمها سوياً؟"
ورأى أنه يمكننا أن نعيش منطلقين من القواسم المشتركة حتى ولو أن إيماننا مختلف، لافتاً إلى "أننا في مرحلة تمهيدية لنرى إذا كان بالإمكان بحث مواضيع ومشاريع مع بعضنا البعض".
إذاً، لا يحمل هذا اللقاء صبغة عقائدية، بل ستستمع كل جهة للأخرى. وهنا يشير الأب أنطون إلى أننا لا نريد أن نبقى في لغة تمنع الآخر عن التكلم، معتبراً أن "ميزة المؤتمر هي في أن أجعل الآخر يتكلم".
وشرح "أننا نريد العمل أيضاً على الخط المسيحي-المسيحي لكي نتعارف ونرى التمايز ونرى كيف يمكن التعاون لتحقيق الإرشاد الرسولي، وذلك ضمن محاور ثلاث: التعارف، التمايز، والتعاون"، مشدداً على أن لبنان "ليس مارونياً أو روم كاثوليك أو أرثوذكسياً بل هو لبنان المسلم والمسيحي".
وقال: "البابا بنديكتوس السادس عشردعا للتعامل مع المسلمين من خلال مريم لأنها مكرمة في القرآن أيضاً، ونحن نريد ترجمة ما دعانا إليه"، موضحاً أنه سيتم رفع التوصيات للمعنيين، وستكون المؤتمرات المقبلة تطبيقية لكل توصية على حدى، بدءاً بالأكثر إمكانية لتطبيقها، وبالتالي، فإن التوصيات ستكون مادة عمل للمؤتمرات الأخرى.
وعبر الأب أنطون عن إيمانه بضرورة الإستفادة من كل القواسم المشتركة، موضحاً أن مريم هي إحدى هذه القواسم، داعياً للإبتعاد عن نقاط الخلاف.
إعداد مارسيل عيراني