أشارت صحيفة "الوطن" السعودية إلى انه "من شأن الزلزال الذي ضرب منطقة بوشهر الإيرانية، أول من أمس، أن يجدد مخاوف دول المنطقة من البرنامج النووي الإيراني، وأن يزيد في إصرار هذه الدول على إيجاد ضمانات حقيقية وواضحة تتجاوز الاتفاق الظاهري الذي خرجت به مفاوضات الدول الست الكبرى مع إيران"، لافتةً إلى ان "الزلزال والأخطار المحتملة، في منطقة معروفة بأنها ذات هزات نشطة على مدار العام، يجعل من حق دول المنطقة معرفة تفاصيل اتفاق جنيف، وهل تقف عند تلبية مصالح الدول الكبرى، أم إنها تأخذ في الاعتبار مصالح دول المنطقة؟، أو على الأقل سلامتها من أي آثار كارثية محتملة، إذ يمكن لحادث كهذا أن يلوث الهواء ومياه الخليج، التي تعتمد عليها معظم دول مجلس التعاون لتوفير مياه الشرب، فضلا عن تهديده الحياة البحرية".
وفي الموقف اليومي للصحيفة، أضافت انه "في كل مرة، يحاول المسؤولون الإيرانيون تهدئة المخاوف، بيد أن تصريحاتهم لم تكن مقنعة في المرات السابقة، ولن تكون كذلك هذه المرة؛ لأنها تصريحات سياسية مجردة من الأدلة العلمية، ولأن المتخصصين يؤكدون ضعف أدوات السلامة في مفاعل بوشهر الذي يبلغ عمره نحو 40 عاما، وقد تعددت الشركات التي صممته ونفذته، مما أدى إلى محدودية تقنيات السلامة المتوافرة فيه"، مشيرةً إلى ان "القلق الخليجي، وقلق دول الجوار الإيراني كلها، من وقوع كارثة ناجمة عن خلل في هذا المفاعل، أو عن كارثة طبيعية في محيطه قلق مبرر ومنطقي، وليس قلقا سياسيا مقصود لذاته، فالمفاعل أقرب إلى جميع العواصم الخليجية منه إلى العاصمة الإيرانية طهران التي تبعد عنه نحو 1300 كلم، في حين أنه يبعد عن مدينة الخفجي السعودية 200 كلم فقط، مما يجعل القلق موضوعيا، ولا علاقة له بالسياسة على الإطلاق".
كما أشارت الصحيفة، إلى ان "تجارب الإنسان مع الحوادث النووية المشهورة، مثل التي كانت في أوكرانيا واليابان وغيرهما، تجعله يضع احتياطات السلامة في مقدمة الأولويات، ذلك أن التدمير النووي ذو سرعة كبيرة في الانتشار المكاني، إذ تمتد آثاره مئات الكيلومترات من موقع الحادث، وذو إمتداد زمني كبير يصل إلى عشرات السنين إن لم تكن مئات"، قائلةً: "إن من أيسر حقوق دول المنطقة إيجاد ضمانات سلامة حقيقية في هذا المفاعل، وتحت إشراف مباشر من وكالة الطاقة الدولية، فالدمار النووي لا يعترف بالسياسة، ولا تحده الحدود الدولية".