أكدت رئيسة بلدية بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة، فيرا بابون، أن العديد من الشخصيات الدولية والرسمية ستشارك في قداس منتصف الليل في الرابع والعشرين من هذا الشهر في بيت لحم، حيث سيحضر أيضًا ستّة وزراء سياحة عرب من دول مختلفة، بالإضافة إلى احتمال مشاركة الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، والرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي سيرعى احتفالات عيد الميلاد لهذا العام، مشيرة إلى أن فعاليات العيد هذا العام ستكون مختلفة جذرياً عن الأعوام السابقة، إذ ستشمل تنظيم فعاليات وطنية ودينية وثقافية مختلفة على مدار الشهر بشكل يومي.
وفي مقابلة مع "النشرة"، شددت بابون على أنّ واقع الاحتلال الإسرائيلي المرير في بيت لحم على وجه الخصوص، لم يتغير بالمطلق، إذ يفرض الاحتلال حصاره وحواجزه وسيطرته الكاملة على المدينة، ويتحكم في كل شيء يدخل ويخرج منها، موجهة رسالة محبة وسلام للمسيحيين في سوريا ومصر، أكدت فيها أنّ عليهم البقاء، لأن جزئية الشرق الأوسط بدون المسيحيين ستفقد شيئًا مهمًا من هويتها، ووجودهم هو إضافة كبيرة للوجود المسيحي ككل.
الفعاليات هذا العام ستكون مختلفة تمامًا
بابون أكّدت أنّ الفعاليات هذا العام ستكون مختلفة تماماً، وقالت: "بدأنا في إضاءة الشجرة في 1/12/2013، والفعاليات هذه مختلفة جذرياً حيث أنها في الأعوام الماضية كانت تقتصر على ليلة 24/12/2013 وإضاءة الشجرة، أما هذا العام ستكون على مدار الشهر بالكامل، إذ يوجد كل يوم فعالية بمشاركة محلية فلسطينية، ومن داخل الأراضي المحتلة عام 1948، وبمشاركة فرق عربية ودولية، والفعاليات بهذا الشكل تعبّر عن تجمُع دولي إنساني على مدار الشهر". وأشارت إلى أنّ لذلك سببَين، "الأول له علاقة بطبيعة بيت لحم ورسالتها، فهي لها رسالة ايمانية ودينية وإنسانية عالمية وهي فلسطينية بهوية واضحة المعالم، أما السبب الثاني، فهو عندما يأتي الزائر إلى بيت لحم سيشارك في مختلف الفعاليات التي تتمتع بالصبغة العربية الفلسطينية الدينية الثقافية بما يعكس هوية فلسطينيي بيت لحم، وأهمية قدوم السائحين وحضور الفعاليات تعمل على حراك اقتصادي للمدينة التي تعاني من بطالة تصل إلى 25.6 %، فهي تدوير وتفعيل الحالة الاقتصادية للمدينة والحالة السياحية والدينية فيها".
بالمجمل، شدّدت بابون على أنه ستكون هناك مشاركة فعالة، والقداس الإلهي سيكون في منتصف ليلة الرابع والعشرين من هذا الشهر، أضف إلى ذلك سوق الميلاد الذي يعج بكافة الحاجيات والمستلزمات التي تختص بالأعياد وتأخذ الطابع الفلسطيني والتراثي سيستمر لمدة ثمانية أيام، ولفتت إلى أنّ الفنادق والمطاعم كلها أصبحت مهيّأة، والمدينة تزينت واكتست بحلتها الميلادية، والفعاليات جاهزة.
الاحتلال يريد أن ينغّص علينا أعيادنا
وردا على سؤال عن واقع الاحتلال الاسرائيلي هذا العام بالتزامن مع بدء موسم الأعياد، أعرب بابون عن أسفه لكون واقع الاحتلال على حاله، موضحة أنّ أيّ شيء لم يتغيّر "بل بالعكس هو يزيد من إجراءاته وممارساته القمعية التي لا تفرق بين فلسطيني مسيحي أو مسلم وغير ذلك"، وقالت: "الجدار قائم، والمدينة محاصرة ومقفلة من كافة الاتجاهات، والحواجز منتشرة، وخصوصاً بالتزامن مع الأعياد الإجراءات تزيد، وهو معني في ذلك، إذ أن الاحتلال لا يريد لنا أن نعيش في حرية وأمن وأمان واطمئنان، ويريد أن ينغص علينا حتى في أعيادنا التي ننادي فيها بالمحبة والأمل والتسامح، وعندما نتحدث عن بيت لحم، نتحدث عن الأرض التي سلبها الاحتلال منا".
وردًا على سؤال، أشارت إلى أنّ شعار العيد لهذا العام هو "عيد الميلاد رسالة فلسطينية محورها المحبة والسلام والأمل"، لافتة إلى وجود شعار آخر لكل من هو خارج فلسطين ومؤمن برسالة السلام، كدعوة صريحة لحضور الميلاد في بيت لحم، التي ستبقى دوماً تنادي برسالة السلام، وقالت: "عليه أن يأتي للاحتفال ويصلي من أجل أن يعم السلام كافة أرجاء العالم"، وأضافت: "بيت لحم هي حضن مفتوح للجميع وينتظر الجميع، ودعوتنا موجهة للجميع برغم كل المعوقات السياسية وغيرها التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي علينا، لكن في داخل بيت لحم بيت دافئ وأناس دافئون وهذا البيت للجميع، والمشاركة فيه هي بمثابة امتداد إنساني وروحي".
شخصيات عربية ودولية ستشارك معنا
وأكدت أنّ مدينة بيت لحم وكنيسة المهد ستبقى المكان الذي يصلّي به المؤمنون من أجل السلام سواء في فلسطين أو في الدول العربية وكافة بقاع الأرض، وقالت: "هذه صلاة متكررة دائما من أجل السلام ورسالته التي هي أصل الصلاة، السلام للجميع، ونتمنى أن يعم في كافة أرجاء الوطن فلسطين، ودولنا الشقيقة". ولفتت إلى أنه ستكون هناك كلمة للبطريرك ورئيس أساقفة اللاتين في القدس فؤاد الطوال، سيتطرق فيها إلى الحالة العامة والخاصة في دول المنطقة، وخصوصاً الوضع في فلسطين.
وبشأن حضور الشخصيات الرسمية العربية والدولية لعيد الميلاد، كشفت بابون أنّ العديد من الشخصيات الدولية والرسمية ستأتي خصوصاً في ليلة 24/12/2013، والتي سيكون فيها قداس منتصف الليل، وسيكون هناك حضور لستة وزراء سياحة عرب من دول مختلفة سيشاركون في القداس، إضافة إلى الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، وإن أشارت إلى أنّها غير متأكدة من ذلك، مؤكدة أنه سيكون هناك حضور رسمي عبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء رامي الحمد الله، وعدد كبير من رجال الدين الفلسطينيين والشخصيات الأخرى.
نتمنى أن يعم السلام في كلّ سماء فلسطين
وردًا على سؤال عن الرسالة التي توجّهها للمسيحيين في سوريا ومصر، شدّدت بابون على أنّ الانتماء للأرض هو جزئية من البقاء، وقالت: "نحن كباقي الشعوب التي تتعرض للقمع والقتل، عليهم البقاء في الأرض لأن جزئية الشرق الأوسط بدون المسيحيين ستفقد شيئًا مهمًا من هويتها وجزئيتها، ووجود المسيحي هو إضافة كبيرة"، وأضافت: "رسالتي للطرف الآخر مهما كانت هويته تكون نحن أخوة في الإنسانية لا يحق لأحد أن ينفي الآخر ولا يحق لأحد أن يقمع ويحرق الآخر، نحن نكمل بعضنا في الدول العربية".
وعن الرسالة التي توجّهها لمسيحيي غزة الذين تمنعهم إسرائيل كل عام من المشاركة في عيد الميلاد ببيت لحم، قالت: "نحن نصلي للجميع ونتمنى أن يعم السلام في كل سماء فلسطين وغزة، وأن يكونوا معنا ويشاركونا الأعياد هذا العام"، وأضافت: "منعهم غير مقبول وغير مبرر، وهم جزء أصيل منا ونحزن لحزنهم ونفرح لفرحهم، دائماً نصلي لأجلهم، ونرجو أن يتمكنوا هذا العام من القدوم إلى بيت لحم للصلاة سوياً، وليشاركونا كافة الفعاليات".