صدر عن "دار المناهل" كتاب "الصراع على مصر" بطبعته الأولى، يعرض فيه مؤلفه جلال صادق العلي لقوى في الداخل والخارج تتجاذب مصر للفوز بها، حيث أنّ قوى الداخل المصري تريد رسم كيان مصر: مصر التاريخ، مصر الدور، مصر الحضارة، وهذه القوى شايعت التاريخ المصري منذ أيام الملكية حتى سقوط الرئيس المخلوع حسني مبارك، تحلم أن ترى مصر التي تفترضها مخيّلتها، بغضّ النظر عن الارتهان لسياسة الأمر الواقع.
ويرى المؤلف أنّ هؤلاء يرون أنّ مصر جديرة بأن تقهر الواقع، وليس فقط أن تتماشى معه، ومن هذه الرؤية يكمن الصراع في داخل مصر، ليس بالضرورة من أجل حكم مصر، بل من أجل إعادتها إلى المكان والدور الذي يليق بها كدولة لها أكثر من سبعة آلاف سنة، ويشير إلى أنّ التيارات الإسلامية، الأحزاب والنخب، وأخيرا الشباب الوقود الحقيقي للثورة ونجاحها، كلّ هؤلاء خرجوا من قاع البئر القديم، ليرسموا مصر المستقبل، كلٌّ حسب طريقته وإيديولوجيته، وتحالفاته، في الداخل والخارج، ويشدّد على أنّ للخارج اهتمامًا برسم مصر ما بعد الثورة من أجل مصلحة كيانه وليس من أجل مصر.
اللافت أنّ معظم فصول الكتاب كُتبت قبل أحداث مصر الأخيرة، ولقد تحقّقت رؤية الكاتب، كما تشير مقّدمة الكتاب تحت عنوان "مصر الافتراضية"، وهو يتألف من مئتي صفحة مقسّمة على ستّة فصول تتناول: "ربيع الجمهوريات العربية"، "مبارك والجمهورية الثانية"، "الثورة وجرح مصر النرجسي"، "صراع الداخل"، "صراع الخارج" و"صراع الدوائر غير العربية: إسرائيل – تركيا – إيران – أميركا".
صدر للمؤلف ديوان صوت العرب (1997)، ديوان الحناجر تموت ناطقة (2004)، ديوان رشفة من رحيل القضبان (2009)، ديوان ثورة الأنثى (2013)، رواية منفى المنفى (2004)، رواية جبل الذهب (2010) وكتاب أوباما وأزمات أميركا (2011).