تجاوز عين الحلوة قطوعا امنيا خطيرا حين انفجرت عبوة ناسفة اثناء تشييع العنصر في حركة فتح" محمد السعدي الذي اغتيل يوم الاحد في الشارع الفوقاني على مقربة من المقبرة الجديدة في درب السيم، فيما نجا عدد من قياديي حركة "فتح" من الانفجار ومن بينهم العميد محمود عبد الحميد عيسى "اللينو"، وبدا الهدف استهداف موكب التشيع برمته وايقاع اكبر عدد من الخسائر لكن وجود سيارة منعت شظايا العبوة من الوصول الى المشاركين.
وخطورة انفجار العبوة الناسفة اعاد عين الحلوة الى المربع الاول من التوتير الامني، بعدما نجحت المساعي الفلسطينية الحثيثة في التهدئة، وبعدما بادر ال السعدي الى اعادة فتح الطرقات ووقف اطلاق النار والموافقة على تشييع ولدهم محمد، واكد بما لا يدعى مجالا للشك، ان ثمة استهدافا امنيا مقصودا وسريعا لتوتير الوضع الامني في المخيم كبرى المخيمات الفلسطينية في لبنان، ومحاولة لايقاع الفتنة والاقتتال الداخلي عبر الاصرار على افتعال اشتباك بين "فتح" و"المجموعات الاسلامية".
واكدت مصادر فلسطينية لـ "صدى البلد"، ان العميد اللينو لم يصب بأذى ولكن احد مرافقيه صالح ديب اصيب بجروح مختلفة وتم نقله الى مركز لبيب الطبي في صيدا للمعالجة، فيما اصيب طفل يدعى ابراهيم البيومي سرحان وهو مصري الجنسية بجروح خطرة وبترت قدميه ولم يثبت ان له اي علاقة به، فيما نجا كذلك عدد من قياديي حركة "فتح" كانوا يشاركون في موكب التشييع ومن بينهم اضافة الى اللينو، قائد قوات الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب، امين سر حركة "فتح" وفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة، رئيس هيئة الاركان في الامن الوطني الفلسطيني العميد خالد الشايب والعقيد جميل زيدان..
واشارت المصادر، ان العبوة انفجرت بعد مرور العميد "اللينو" ما بين المقبرتين القديمة والجديدة وان عصف العبوة اصطدم بسيارة مرسيدس كانت متوقفة بالمكان، واعقبها اطلاق نار وحالة من الاستنفار الكثيف في المنطقة، دون حصول اي اشتباك متبادل وذلك عقب انطلاق موكب التشييع من مسجد خالد بن الوليد في الشارع التحتاني.
واكد اللواء ابو عرب، هناك من يعمل على ضرب امن واستقرار المخيم وعلى ايقاد نار الفتنة وسنتابع حتى كشف الجاني لتقديمه للعدالة لينال عقابه"، مؤكدا "ان الجريمة البشعة لا تستهدف ال السعدي فقط بل تستهدف المخيم وامنه واستقراره والقضية الفلسطينية وان عائلة ال السعدي عائلة فتحاوية عريقة قدمت الشهداء من اجل فلسطين".
توجّه القيادي في "فتح" محمود عيسى المعروف بـ"اللينو"، في كلمة له بعد انباء عن استهدافه في مخيم عين الحلوة، "لاصحاب الاجندات المشبوهة المعروفين لنا، وهم كانوا واهمين عندما ظنوا اننا سنتخلى عن الدفاع عن ابناء شعبنا بالمخيمات"، مؤكدا "أننا سنواجه هذه العصابات المعروفة بالاسم والمرتبطة بالعدو الصهيوني وسيكونون واهمين اذا ظنوا انني لن ادافع عن فتح اذا جمدت فيها"، قائلا ان "الايام المقبلة ستشهد اننا سنتصرف بحكمة".
هدوء وترقب
وشهد عين الحلوة قد صباحا حالة من الهدوء والترقب بعدما فتح بعض المحال التجارية ابوابها، ونشطت الحركة في سوق الخضار، فيما استمرت مدارس الاونروا بالاقفال تحسبا، وذلك على وقع لقاءات فلسطينية متواصلة، حيث تراس امين سر حركة فتح وفصائل منظمةالتحرير الفلسطينية في لبنان فتحي ابو العردات اجتماعا في مقر قوات الامن الوطني في منطقة البركسات بحضور اللواء ابو عرب ومسؤولي الفصائل حيث دانوا الجريمة واعتبروها مشبوهة تستهدف زعزة الأمن والإستقرار في المخيم وتستهدف الوحدة التي تحققت بين كافة القوى والفصائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية .
وعقدت لجنة المتابعة الفلسطينية اجتماعا طارئا هو الرابع في غضون يومين في مقرها في منطقة بستان "القدس"، خلصت فيه الى ضرورة بذل المزيد من الجهد لتحصين امن واستقرار المخيم في ظل الاستهداف الواضخ لامنه واستقراره.
متابعة لبنانية
لبنانيا، واكبت القوى السياسية الصيداوية تطورات الاوضاع الامنية في المخيم، وأوضحالامين العام لـ "التنظيم الشعبي الناصري" الدكتور أسامة سعد "إنّ هناك محاولة مستمرة من قبل الجميع لتهدئة الوضع وعدم انجرار المخيم إلى صدامات داخلية"، لافتاً إلى أنّ هناك من يريد تفجير الأوضاع خدمة لمخططات خارجية تضرّ بقضية الشعب الفلسطيني"، داعيا الجميع للتصدي للجماعات الإرهابية ونبذها.
بينما اكد منسق عام التيار في الجنوب الدكتور ناصر حمود على اهمية تجنيب مدينة صيدا اية خضات امنية وعدم اعطاء الفرصة لمن يريد نقل التوتر اليها تحت اي عنوان ومن اي باب كان، خاصة في ظل ما يجري من احداث مؤسفة في طرابلس وما رأيناه مؤخرا من احداث في مخيم عين الحلوة نأمل ان تكون قد انتهت..
وقال الدكتور حمود عقب زيارته على راس وفد من منسقية تيار المستقبل في الجنوب عدد من المسؤولين الأمنيين، حيث التقى في سرايا صيدا الحكومي المدير الاقليمي لمديرية امن الدولة في الجنوب العميد طارق عويدات ثم مدير مكتب مخابرات الجيش اللبناني في صيدا العقيد ممدوح صعب والمدير الاقليمي للأمن العام في الجنوب المقدم محمد طليس ورئيس مركز صيدا النقيب عبدو الحاج، وشعبة معلومات الجنوب في الأمن العام والتقى الملازم اول زياد الأسطة واختتمت الجولة بلقاء مع رئيس مكتب صيدا في فرع المعلومات النقيب فؤاد رمضان.. كانت اللقاءات ايضا مناسبة للتداول في المستجدات الأمنية على الصعيد الوطني وفي منطقة صيدا، واكدنا على اهمية تجنيب المدينة اية خضات امنية وعدم اعطاء الفرصة لمن يريد نقل التوتر اليها تحت اي عنوان ومن اي باب كان، خاصة في ظل ما يجري من احداث مؤسفة في طرابلس وما رأيناه مؤخرا من احداث في مخيم عين الحلوة نأمل ان تكون قد انتهت، وما نراه كذلك كل يوم من محاولات لتسليط الضوء الإعلامي على المخيم من الزاوية الأمنية ومن خلال محاولة ربطه بملفات امنية واقليمية كبرى. لكننا على ثقة من وعي مختلف القوى الفلسطينية الوطينة والإسلامية في المخيم لهذا الأمر ونثمن جهودهم في المسارعة الى تطويق اي اشكال او حادث أمني في المخيم كما راينا مؤخرا.