كشف مسؤول رفيع المستوى في المؤتمر الوطني، الذي يعتبر أعلى سلطة دستورية وسياسية في ليبيا، النقاب عن تصاعد حدة الانتقادات مؤخرا ضد زيدان، لكنه أكد في المقابل "صعوبة التوافق على مرشح بديل".
وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم تعريفه، لصحيفة "الشرق الأوسط"، "لقد نجح زيدان في إنهاء فكرة وجود حكومة محاصصة، وتخلص من تأثير الأحزاب والتكتلات السياسية على أعضائها الممثلين لها داخل المؤتمر الوطني، بحيث يصعب الإطاحة به"، لافتا إلى أن "محاولات عدة جرت لإقالة زيدان مؤخرا، لكنها إصطدمت بحاجز الـ"120" صوتا المطلوبة داخل المؤتمر كنصاب قانوني يسمح للمؤتمر بالإطاحة به".
وتابع: "أصبح الأعضاء يمثلون مناطقهم وليس الأحزاب التي ترشحوا للمؤتمر عنها. لقد نجح زيدان في التواصل مع الكل واستفاد من التوازنات السياسية، ولعب على الخلافات الراهنة بين خصومه داخل الأحزاب التي فقدت بالضرورة سيطرتها إلى حد ما عليهم".
وأوضح المسؤول أن "زيدان مسيطر على الحكومة بشكل ما، ويغير في الوزراء من دون اعتراض من أحد، وتغيرت الحكومة من فكرة المحاصصة وأصبحت الآن متجانسة، بعدما كانت مفككة في بداية تشكيلها في تشرين الثاني الماضي". ومضى المسؤول إلى القول: "الآن زيدان؛ وليس الأحزاب، هو من يدير الحكومة، نعم نشعر بأن هناك ضرورة لتواجد حكومة جديدة، لكن ليس هناك أي توافق على من سيأتي بعده".
ولخص المسؤول أزمة حكومة زيدان بقوله إن "المشكلة حاليا هي في البحث عن بديل لزيدان"، نافيا أن يكون مطروحا ترشيح الدكتور محمود جبريل رئيس التحالف الوطني الليبرالي التوجه لخلافة زيدان في منصبه". وأضاف: "حتى هذه اللحظة جبريل ليس مطروحا، لأنه محل جدل وخصومة سياسية، رغم أن بعض الأصوات في الرأي العام المحلي تعتبره أفضل المرشحين لشغل المنصب في حال إقالة زيدان".